د . حلمي محمد القاعود
منذ سنوات كشفت صحيفة النبأ عن جريمة خلقية للقس المشلوح برسوم المحروقي ، فقامت قيامة التمرد الطائفي ، واشتعلت المظاهرات ، ليس ضد الجريمة والمجرم الذي خالف الإنجيل وتعاليم المسيح عليه السلام ، ولكن ضد الإسلام والمسلمين ، وفي الكاتدرائية احتشد الآلاف وراء المتمردين ، ليضربوا قوات الأمن بالحجارة والطوب ،وليخلفوا عشرات المصابين من الضباط والجنود المساكين الذين نقلوا إلى المستشفيات ، ولم يستطع النظام أن يأخذ لهم حقا ، أو يرد لهم كرامة ، أو يقيم لهم وزنا .
وكان اللافت في هذه المظاهرات هو النداء الذي وجهه المتظاهرون إلى السفاح الصهيوني شارون ، والمتوحش الصليبي جورج بوش الابن بالتدخل في مصر لدعم النصارى ضد المسلمين الذين يفترض أنهم شركاء الوطن وكان الهتاف الأبرز " قتّل قتّل يا شارون .. بالألف وبالمليون !" .
بعض الناس فسر الأمر يومها بأنه حالة انفعالية ليس إلا ، ولكن الأيام أثبتت أنها ليست كذلك ، فهي إستراتيجية راسخة ينفذها المتمردون بوعي كامل وتخطيط دقيق ،للتحالف مع العدو الصهيوني الصليبي . فقد نقلت الأخبار مؤخرا أن أحد خونة المهجر المعروفين ألقى محاضرة في منتدى صهيوني بالولايات المتحدة ، وفي هذه المحاضرة كرر النداء للصهاينة والغرب الاستعماري الصليبي بالتدخل في مصر لحماية النصارى الذين يؤيدون الصهاينة في فلسطين ، وحتى لا تتحول مصر إلى دولة جهادية ضدهم .
المحاضرة التي ألقاها الخائن المهجري حملت أسبابا للتدخل الصهيوني في مصر ، منها ما زعمه من وجود اضطهاد ممنهج ضد النصارى في مصر، وأن الحكومة تستخدمهم كبش فداء لتحويل الغضب العام ضد الفساد إليهم.
وادعى الخائن الذي منحته السلطة المصرية مركزا لحقوق الإنسان في القاهرة - أن النصارى يواجهون الإرهاب نفسه الذي واجهته الولايات المتحدة في ١١ سبتمبر، و واجهته لندن ومدريد وموسكو وبالى ومومباى وتل أبيب، وأن الجرائم المرتكبة بحقهم تحولت بدلا من كونها تصرفات إجرامية ارتكبها إسلاميون متطرفون إلى جرائم دولة، والفارق هو أن النصارى – كما يقول الخائن العميل - تعرضوا للإرهاب الإسلامي (؟) لعقود وعلى يد الدولة نفسها، وأنه ليس مفاجئا أن حوالي ثلث الإرهابيين في العالم ومعظم القراء والمفكرين الإرهابيين جاءوا من مصر(؟) .
وقال الخائن العميل إن مصر مع السعودية وباكستان وإيران، تمثل المراكز الأساسية لرعاية الإرهاب الإسلامي حول العالم، وإنه بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على تطبيق سياسة أسهمت في دعم التطرف الإسلامي في مصر، وصل التطرف إلى قلب مؤسسات الدولة حيث يشغل العديد من المتشددين مناصب قيادية حاليا في هيئات إنفاذ القانون وأجهزة أمن الدولة والاستخبارات، إضافة إلى القضاء والبرلمان ومؤسسات حكومية أخرى(؟) .
وقال الخائن العميل ، في محاضرته التي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على تسجيل صوتي كامل لها، إن النصارى لهم تصور مؤيد وإيجابي قوى تجاه الولايات المتحدة بينما يعترف معظم المسلمين بكراهيتها ( اليوم السابع 9/3/2010 م) .
وفي نص المحاضرة الكامل الذي نشره المرصد الإسلامي في 11/3/2010م ، يتوصل الخائن العميل بعد إهانة السلطة المصرية ،ووضعها في خانة الاتهام وارتكاب الجرائم ضد النصارى ؛ إلى مايلي:
النصارى في معظمهم يؤيدون الحرب الدولية علي الإرهاب، في حين أن معظم المسلمين يعدونها حربا علي الإسلام وعلي الدول الإسلامية.
النصارى يؤيدون فصل الدين عن الدولة، في حين أن معظم المسلمين يعتبرون أن الدمج جزء من تعاليم الإسلام الذي هو دين ودولة في رأيهم.
النصارى في معظمهم يحبون أمريكا، في حين أن معظم المسلمين يكرهونها.
النصارى في معظمهم يرغبون في أن تهتم مصر بمشاكلها وقضاياها فقط ، في حين يري معظم المسلمين أن لمصر دورًا أساسيًا في مساعدة العرب والمسلمين.
النصارى في معظمهم يؤيدون السلام مع الكيان الصهيوني ويريدون غلق ملف العداوة طالما أن الأراضي المصرية المحتلة عادت كاملة، في حين تري أجهزة الأمن القومي ومعها الشارع الإسلامي أن الكيان الصهيوني هو العدو الأول لمصر وللإسلام.
ويصل الخائن العميل إلى لب دعوته للصهاينة والغرب وأميركا للتدخل في شئون مصر وقهرها على التخلي عن دورها في حماية حدودها وأمنها القومي ، وتحريضهم عليها ؛ موضحا :
ما أود أن أقوله إن تقوية وضع النصارى في مصر هو مصلحة غربية وأمريكية ويهودية، لأن الكتلة النصرانية الكبيرة في مصر هي التي تحاول منع مصر من أن تتحول إلي دولة إسلامية جهادية معادية للغرب ومعادية للكيان الصهيوني .
نحن نناشد كل دول العالم الحر مساعدتنا في الحصول علي حقوقنا في مصر والضغط علي نظام مبارك لوقف اضطهادنا، ومساعدتنا أيضا في النضال من أجل انتزاع حقوقنا .
وقد ثني خائن عميل آخر يقبع في وكره بواشنطن على دعوة زميله الخائن الذي يعمل من قلب القاهرة ، ويمارس خيانته من قلب القاهرة ،ولا يعترضه أحد ولا يسائله أحد ، بالقول داعما ومباركا :
في ظل استمرار أسلمة مصر وذبح النصارى وخطف بناتهن واغتصابهن وأسلمتهن وحرق الكنائس وممتلكات النصارى ونهبها وتنامي انعدام العدالة القضائية للنصارى وبروز محاكم العار الاسلاميه وقضاة إسلاميون وفاشيه عسكرية وأمنية وتمييز عنصري وإعلام اسلامى هابط وحجاب ونقاب تحولت مصر إلى دوله جهادية وإذا كان النصارى يئنون تحت الجهاد الاسلامى فالويل لإسرائيل من تحول مصر للجهاد!
في السياق ذاته أكد خائن ثالث من خونة المهجر في أوربة ( اليوم السابع 9/3/2010م ) ؛ أن مؤتمر بون الشهير بسويسرا الذي ترعاه (IGFM)المنظمة الألمانية لحقوق الإنسان وضعت قضية النصارى على أجندتها، وسيتم مناقشة الملف النصراني في مؤتمرها القادم نهاية الشهر ( مارس 2010 م) .
وقال الخائن العميل ؛ إن المؤتمر سيركز هذا العام على قضية اضطهاد ا لنصارى المتعددة (؟) في مصر منها حرق كنائسهم في قرى المنيا، وأحداث أبوفانا، وأحداث فرشوط وأسيوط وديروط.
وأشار الخائن إلى أن المؤتمر سيكون لمدة 3 أيام وسيعقد في بون، وسيتم فيه مناقشة ما يحدث في مصر من اضطهاد للنصارى ومن المنتظر أن يحضر المؤتمر عدد كبير من الناشطين النصارى من مختلف دول العالم.
وواضح أن خونة المهجر والداخل ينفذون إستراتيجيتهم في رابعة النهار ، لا يخافتون بجريمة الخيانة العظمي بالتعامل مع الأعداء التي تعالجها المادة 77ب من قانون العقوبات المصري ، ولا يخشون سلطة أمنية أو قانونية أو خلقية أو شعبية أيا كانت ، بل إنهم في غيهم يعمهون ، ويرددون على مسامع العالم أنهم مضطهدون ومظلومون ، ولذا يؤيدون العدو النازي اليهودي في فلسطين المحتلة ، ويزعمون أنهم كتلة كبيرة تساعده ، وتهيئ له السلام المفقود ، بينما المسلمون الإرهابيون (؟) يحرمونه منه !
إن الولاء للعدو الصهيوني أو العدو الصليبي بهذه الوقاحة يستوجب على الشعب المصري أن يعرف كيف يتعامل مع هؤلاء الخونة أولا ، ويفرض على الحكومة إن كانت قد استيقظت من النوم أن تفرك عينيها ، وتتأمل ما يجري لتتخذ الإجراء القانوني الذي يفرضه الواجب المنوط بها تنفيذه ، فلا يكفي اعتقال المسلمين وحدهم وتقديمهم لمحاكمات عسكرية واستثنائية على جرائم لم يرتكبوها ، أو قل هي جرائم مختلقة تماما !
إن التمرد الطائفي لم يكتف باختطاف الطائفة وإدخالها الجيتو الكنسي ،والفصل بينها وبين محيطها الاجتماعي الطبيعي ، ولكنه يصر على الخيانة في وضح النهار بدعوة العدو الصهيوني والعدو الصليبي لدعم الكتلة النصرانية الكبيرة في مصر ، لأن ذلك مصلحة صهيونية صليبية في آن واحد !! .. ويا ليت قومي يتحركون لتنفيذ القانون وفرضه على الخارجين عليه .
إجابة سؤال:
نعم ، صليت صلاة الغائب على الشيخ الراحل ، واسترجعت ، وقلت إنه أفضى لما قدم ، ونسأل ألله أن يغفر له ولنا ،وأن يرزق الأزهر الشريف إماما لايخاف في الله لومة لائم ، ويعيد إليه أمجاده التي كانت ،وألا يكون عونا للاستبداد والظلم والطغيان ، وأن يكون نصيرا للمظلومين في كل مكان على أرض الإسلام ، وألا يفتح للأعداء نافذة معنوية أو مادية ينالون بها من الإسلام والمسلمين ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
المصريون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق