الجمعة، 26 مارس 2010

علاقة البابا شنودة بشيخ الأزهر ...هل لابد أن تكون "سمن على عسل"؟!!





شنودة والطيب

جاء اختيار د. احمد الطيب شيخا للأزهر، ومخالفة جميع التوقعات بل وما جرت عليه العادة من تعيين مفتي الجمهورية في منصب شيخ الأزهر إذا خلا المقعد، ليفتح عددا غير محدود من التساؤلات حول أسرار هذه المفاجأة ومدى صحة الأنباء التي تحدثت عن حرمان د. علي جمعة، المفتي الحالي، من المنصب لأنه غير مرضي عنه من الأقباط ومن البابا شنودة على وجه التحديد.

ويعلل أصحاب وجهة النظر هذه تفسيرهم بسبب عدة تحفظات قبطية وفتاوى مأخوذة على د. جمعة تظهره في موقف غير مرن من بعض قضايا المسيحيين وعلى رأسها مسألة بناء دور العبادة وحجم وطبيعة تمثيل الثروات وكذا المشاركة السياسية لهم.

ومنذ فترة طويلة ظهرت علاقات المودة والتقارب بوضوح بين البابا شنودة، بطريرك الكرازة المرقسية وراعي كنيسة الإسكندرية، وبين نظيره الراحل د. محمد سيد طنطاوي الذي كانت تجمعه به الأحضان والقبلات والجلوس جنبا إلى جنب، ربما للتأكيد على الوحدة الوطنية وحميمية العلاقة التي تجمع قطبي الأمة مسيحيين ومسلمين.

لكن لعل جرعة الحزن الزائدة والدموع الساخنة التي أبداها البابا شنودة خلال عزاء شيخ الأزهر السابق وإعلان الكنيسة المصرية الحداد لمدة 3 أيام على روح طنطاوي وكذلك إعلان الحداد في فضائيتين "أو تي في" و"أون تي في" اللتين يمتلكهما رجل الأعمال المسيحي نجيب ساويرس أعطت للمسألة بعدا آخر ربما يفسره البعض على اعتبار الأقباط رحيل شيخ الأزهر السابق خسارة لا تعوض للمسيحيين، ومن ثم كان لزاما عليهم النظر بعين التروي لمن سيخلف طنطاوي.

أما بالنسبة للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الجديد، فإنه ربما يملك جميع المقومات التي تكسبه فرص النجاح في المحافظة على روح الود التي جمعت سابقه بالأقباط فهو رجل متفتح الفكر درس بجامعة السوربون الفرنسية وليست لديه أزمة التعصب أو الانغلاق ضد أحد، حتى أنه سرعان ما كسب مودة البابا شنودة وجمعهما مؤخرا لقاء حافل بروح الفكاهة والمداعبة.

وراح شنودة خلال اللقاء يتحدث حول قيم التسامح التي كانت منتشرة في السابق بين مسيحيي مصر ومسلميها مؤكدا إنه عندما كان مدرسا قبل انخراطه بسلك الرهبنة بإحدى المدارس التي لم يكن فها أي طالب مسيحي كان الطلاب المسلمون يأتون له بأوراق نبات الشعانين عندما يأتي عيد "أحد الشعانين"، تعبيرا عن حبهم واحترامهم له.

ولدى زيارة البابا شنودة الثالث، ووفد كبير من الكنيسة بزيارة لمشيخة الأزهر، لتهنئة د. أحمد الطيب بتعيينه شيخا للأزهر الشريف،  على روح التعاون والأخوة التي تجمع بين أبناء الشعب المصري والعلاقات الطيبة بينهم، واستمرار التعاون بين الأزهر والكنيسة لما فيه مصلحة مصر وشعبها.






وأثنى البابا شنودة على علم ومكانة الدكتور الطيب وقال: "يسرني أن أقدم التهنئة على رأس وفد كبير من الكنيسة القبطية لفضيلة الإمام الأكبر لاختياره شيخا للأزهر وقد سعدت باختياره لما نعرفه عنه من الخلق الطيب والسمعة الحسنة وكل عائلته بالصعيد وأنه موضع محبة من الجميع وأن اختياره محل سرور من الجميع ونرجو له التوفيق في مهامه".
كما أعرب البابا عن أمله في استمرار التعاون بين الجانبين والعلاقة الطيبة التي أرساها الإمام الراحل شيخ الأزهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوي.

ورحب الدكتور الطيب بالبابا شنودة في مشيخة الأزهر، مؤكدا أن البابا يمثل ضمان أمان ومحبة بين الجميع في مصر، وقال وهو يشير للبابا: "إن هذا الحبر الأعظم هو صاحب فضل ويمثل حنان السيد المسيح ورحمته وان المسيحية الحقيقية هي عندنا في مصر حيث يعيش المسلمون والمسيحيون أخوة متحابين لافرق بينهم".
كما نوه شيخ الأزهر بروح التعاون المستمرة بين الأزهر والكنيسة لما فيه خير مصر وشعبها، وقال: إن زيارة البابا شنودة له في مشيخة الأزهر تعطيه دفعة للمزيد من التعاون بين الجانبين.

وعلى قدر ما تبعث إشارات المودة هذه على مشاعر الوحدة الوطنية وما تمثله من ضمانة أكيدة لدرء أي فتنة طائفية، يبقى السؤال حائرا دون إجابة، هل لا بد أن يأتي شيخ الأزهر مشفوعا بتأشيرة محبة من البابا شنودة، وهل هناك شرط أساسي لتعيين شيخ أزهر تكون علاقته سمن على عسل مع البابا شنودة؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق