كتب يوسف المصري أثارت الاحتفالية التي أقامتها الكنيسة الإنجيلية ابتهاجًا بانضمام أربعين أرثوذكسيًا من المنيا إلى الطائفة الإنجيلية، حالة من السخط في أروقة كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس دفعت البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى إجراء اتصال هاتفي بالأنبا الأنبا أرسانيوس - أسقف المنيا وأبو قرقاص لبحث تداعيات الأمر.
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه الكنيسة الإنجيلية انضمام هؤلاء نجاحًا كبيرًا من أجل نشر المذهب الإنجيلي وسط الأقباط الأرثوذكس، أعلن المنضمون الجدد وبينهم عدد كبير من النساء خلال الاحتفال أنهم اعتنقوا العقيدة البروتستانتية باقتناع ودون أية مغريات، ما ينذر باشتعال الأزمة مجددا بين البابا والدكتور صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية.
وكشف أسقف بارز بالمجمع المقدس – طلب عدم نشر اسمه – عن حزمة إجراءات اعتمدها البابا شنودة الثالث لتطبيقها خلال الفترة المقبلة لمواجهة ما أسماه بالتغلغل الإنجيلي ترتكز على العمل الرعوي المركز، بأن يقوم الكهنة بصورة مستمرة بتفقد شعبهم، وتنظيم مجموعة "للافتقاد" وجعل لكل قرية "شماس" ويصاحبه مجموعة الخدام والخادمات، المكرسين، والمكرسات يعرفون أخبار القرية وينقلونها للكاهن.
إضافة إلى ضرورة متابعة ما يبثه الإعلام التبشيري للإنجيلين وتحليله وبث إعلام مضاد عبر قناتي "سي تي في" و"أغابي" ومتابعة نشاطهم وتنظيمهم لمؤتمرات داخل وخارج مصر وخاصة في قبرص، على ألا يتم السماح للأقباط الأرثوذكس بحضور المؤتمرات إلا بالرجوع إلى الأب الكاهن الخاص بكنيسته، أو الأب الأسقف.
ووفق مصدر مقرب من البابا شنودة، فإن الأخير قرر عقد اجتماع طارئ – بشكل غير معلن – خلال أيام يضم الأساقفة الكبار في الكنيسة (بيشوي – موسي – يوأنس – بسنتي – أرميا)، فضلا عن الأنبا أرسانيوس، لبحث سبل إيقاف الزحف الإنجيلي علي الكنيسة الأرثوذكسية خاصة بالصعيد.
وأضاف أنه وفي أعقاب تصاعد نشاط الطائفة الإنجيلية بمحافظة المنيا وضم العشرات من أتباع الطائفة الأرثوذكسية إلى كنيستها قررت البابا شنودة تعيين أسقف مساعد ليساعد الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا في مواجهة المد الإنجيلي.
وكانت قيادات الطائفة الإنجيلية وضعت خطة قبل 10 أعوام في مصر تهدف لجذب كل أتباع الكنيسة الأرثوذكسية خلال 25 عامًا، وهو ما تقوم به الآن لدرجة أن الخدام في الكنائس الآن – الشباب – أكثرهم متأثرين بالفكر الإنجيلي.
وكشف المصدر ذاته أن ثلاثة من الأساقفة الموقوفين ( متياس – المحلة ، بفونتيوس – سمالوط، أمونيوس – الأقصر) بصدد إحالتهم قريبا إلى محاكمة كنسية لتأثرهم بأفكار بروتستانتية .
وكانت الكنيسة القبطية اعتمدت نظامًا جديدًا في الخدمة الكنسية، يقضى باستخدام "الوسائل التكنولوجية" في الكنائس خلال المحاضرات الدينية والوعظ، للحد مما وصف بـ "انجذاب الشباب القبطي للكنائس الإنجيلية .
يأتي هذا وسط تواصل اللقاءات على كآفة المستويات بين البابا والأساقفة، وعلى صعيد الأساقفة والقساوسة، والكهنة والخدام في الكنائس، كترجمة لتوصيات لجنة الإيمان أثناء اجتماعها في عيد العنصرة- يونيو الماضي- والذي خصصته لمقاومة التغلغل البروتستانتي في الكنيسة الأرثوذكسية، وقررت منع الاجتماعات المغلقة بالكنائس وأيضا منع اجتماعات المنازل إلا بتصريح كتابي من أسقف الإبراشية، وذلك للحد من نشر الفكر البروتستانتي وسط الأقباط في البيوت دون رقابة الكنيسة.
وهو ما شدد عليه البابا مؤخرًا بشكل مكثف خلال عظاته الأخيرة التي لم تخل من تحذير صريح بعدم الصلاة في كنائس إنجيلية أو الزواج من أبناء هذه الطائفة أو غيرها، كما حذر من ظاهرة انتشار وعاظ "بروتستانت في الكنائس الأرثوذكسية"، خاصة فى الإبراشيات البعيدة عن القاهرة، مشددًا على ضرورة مراجعة كل إبراشية لوعاظ الكنائس أو المنازل التابعين لها، وطالب كل أسقف، بعمل "حصر للأقباط الأرثوذكس"، وتحديد الأسر التي خرجت عن الإيمان الأرثوذكسي، ومحاولة استردادهم.
في المقابل أرجع القس رفعت فكري سكرتير سنودس الإنجيلي وكاهن الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف بشبرا إقبال الأرثوذكس على اعتناق الفكر الإنجيلي إلي خدمات الكنيسة الإنجيلية – على الأرض – قبل أن تعدهم بالجنة في الآخرة، خصوصًا وأنها كنيسة ديمقراطية بها تداول سلطة بعكس الكنائس الأخرى.
واعتبر فكري أن الهجوم المستمر من البابا شنودة على الإنجيليين ورفضهم الصلاة في كنائسهم والزواج من بناتهم أو رجالهم دليل على ضعفه وعدم ثقته في نفسه وعدم وقوفه علي أرضية صلبة، وتابع: "تشعر من تصرفاته بأنه مهدد طوال الوقت ومن ثم يحاول فرض وصايته على عقول طائفته"، مؤكدًا أن نصف أبناء كنيستهم يحضرون قداسات بكنائس أرثوذكسية وكاثوليكية ولا يجد غضاضة في ذلك، كما أنه حضر أكثر من إكليل "زفاف" بكنائس أرثوذكسية لفتيات إنجيليات.
وأشار إلى أن الكنيسة الإنجيلية تدار بشكل ديمقراطي مائة بالمائة، فرئيس السنودس بالانتخاب كل 8 سنوات وكذلك رؤساء المجامع أيضًا، إضافة إلي انتخاب رئيس الطائفة نفسه بالاقتراع الحر المباشر، بعكس ما تفعله الكنائس الأخرى من خلال ما يسمى "قرعة هيكلية " وما يرددونه عن أن يد الرب هي التي تختار وليس يد الشعب، لافتا إلى القنوات الإنجيلية: "معجزة – الشفاء – نور بيرد " الخ .... سوف تستمر في بث برامجهم لجذب أشخاص جدد لاعتناق الفكر الإنجيلي.
بدوره، رأى إكرام لمعي مدير كلية اللاهوت الإنجيلي ورئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية أن الهجوم علي الكنيسة الإنجيلية الذي بلغ أشده هذه الأيام جاء محصلة 150 سنة إصلاح بدأته الكنيسة برفض "الكهنوت – الهياكل – الذبائح" كما في الكنائس الأخرى، وتحدثت عن الرجوع للكتاب المقدس، فلم يكن هناك كتاب مقدس باللغة العربية، وكان القداس باللغة القبطية أيضًا، فعربت الاثنين ولذا فكل نسخ الإنجيل في مصر – نحن من صنعناها.
وقال إن الكنيسة الإنجيلية قدمت لاهوتا مختلف عن الموجود وهو ما نسميه "خدمة المجتمع" أي بناء" وذلك منذ عام 1950، كما قمنا بعمل مشروعات تنموية ضخمة في الريف، كما أن الكنيسة الإنجيلية هي أول من أسس كنيسة للاهوت عام 1863 ثم أسس الأرثوذكس كلية مماثلة بعد 50 سنة، فضلا عن الكنيسة الإنجيلية digital التي تحفز شبابها على الإبحار في الفضاء الشاسع للشبكة العنكبوتية وتقدم كورسات تعليمية للكمبيوتر واللغات لتؤهلهم لعمل أفضل، حتى أنها احتفلت بعيد الميلاد والقيامة على "فيس بوك".
وأوضح أن أهم ما يميز الوعظ البروتستانتي هو سهولته وتفسيراته البسيطة كما أن البعد المجتمعي في كل العظات حاضراًَ ويحرص الوعاظ على الحديث عن المشاكل الحياتية قبل الحديث عن الأمور اللاهوتية، كما أننا لا نهاجم ولا نكفرهم مثلما كفرنا الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس.
يذكر أن إدارة دير القديسة دميانة ضبطت عشرة من المبشرين الإنجيليين، أثناء قيامهم بالتبشير بمعتقدات المذهب الإنجيلي وسط آلاف من الأقباط الأرثوذكس الذين حضروا الاحتفالية السنوية بعيد القديسة دميانة العام ، خلال الفترة من 10حتي 20 مايو الماضي، والتي شارك فيها أكثر من مليون قبطي ومسلم.
وكان المبشرون الإنجيليون يقومون بتوزيع كتيبات ومطبوعات خاصة بالطائفة الإنجيلية ومعتقداتها بين الأقباط الأرثوذكس، ما أثار حالة من الاستياء بينهم، دفعت بعضهم إلى إبلاغ إدارة الدير بذلك والتي كلفت الأمن الخاص بالدير بالقبض عليهم.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق