كتبت مروة حمزة
وصف المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين حادث نجع حمادي الشهر الماضي الذي أسفر عن مقتل ستة أقباط وشرطي مسلم بأنه "جريمة ضد الوطن وليست حادثة فتنة طائفية، فهذه المحنة متعلقة بالوطن"، داعيا في الوقت ذاته الكنيسة إلى العودة للاعتدال والمروءة واحترام المسلمين.
وأقر العوا في مقابلة مع فضائية "الحياة" بوجود مشاكل بين المسلمين والمسيحيين في مصر، مضيفا: علينا أن نعترف أن هناك مشكلة بين الطرفين، وأن المشكلة ستحل عندما يحصل الأقباط على حقوقهم على مرأى العين والبصر وأن يكون لهم حق الانتخاب وحق التقلد في الوظائف بالجامعات وغيرها لأنهم غير حاصلين على حقوقهم بالكامل، وهذا ما يجعلهم يشعرون بأنهم مواطنين درجة ثانية، ينبغي أن نكون أمة واحدة لا تفرقة بين مسلم ومسيحي.
لكنه في المقابل، انتقد المبالغة في مطالب الأقباط كما في بعض الأمور، مثل الحديث عن تحديد "كوتة للأقباط" في صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم، واصفا هذا الطلب بالسخيف، كما اعترض على كوتة للأقباط لمجلس الشعب لأن الأمر يرجع للكفاءة وليس للديانة.
واستعاد العوا ملابسات الأزمة التي أثارها إسلام المهندسة وفاء قسطنطين قبل سنوات حين أصرت الكنيسة على إعادتها للديانة المسيحية وتحفظت عليها في مكان غير معلوم منذ ذلك الوقت، وتابع قائلا: المسلمون وأنا منهم يشعرون بأن هذه هي لطمة وجهت على وجه كل مصري لأنه أول مرة تُسلّم امرأة مسلمة لجهة غير مسلمة، لأنه لا يجوز أن تقوم الدولة بهذا الأمر، حيث شعرت الكنيسة وقتها بقوة هائلة لم تشعر بها من قبل.
وانتقد رفض الكنيسة الأرثوذكسية تنفيذ أحكام القضاء المتعلقة بالأقباط، واعتبرها ذلك يشكل تحديا للدولة، وأضاف: البابا شنودة منذ أسبوعين رفض الحكم في قضية للمحكمة حكمت فيها بتزويج رجل مسيحي مرة أخرى بعد طلاق زوجته والبابا شنودة رفض السماح له بالزواج مرة أخرى معنى هذا أن الكنيسة أصبحت دولة داخل الدولة، لأن البابا شنودة رفض أن يستجيب لحكم المحكمة وأعلن أنه لن ينفذ حكم القضاء، فهذا عدوان على سيادة القانون.
وأشار إلى تصريح "غريب" للأنبا بسنتي أسقف حلوان يقول فيه إنه لابد من التسوية بين القرآن والإنجيل في دروس اللغة العربية، وتساءل: كيف ذلك والإنجيل نص مترجم فكيف نساوي بينهما في دروس اللغة العربية.
وتطرق إلى المطالبة بإلغاء المادة الثانية من الدستور المصري الخاصة بالشريعة الإسلامية، وقال: المهندس سمير مرقص وهو أخ عزيز تحدثت معه حول مقالة له عن المادة الثانية في الدستور على أساس أنها سبب التعصب، وقلت له ليس لها علاقة بالتعصب ن ولابد أن تكون السيادة القانونية للشريعة الإسلامية وفقاً للأغلبية وإلا نعود للمحاكم المختلطة، فالمرجعية لابد أن تكون للشريعة الإسلامية لأنه دين الأغلبية.
من جانب آخر، دعا العوا الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر إلى ضرورة التروي والنظر في مواقفه الوطنية، وآخرا التلميح لزيارة القدس، وقال: قرأت خبرا صدمني وهو قبول فضيلة الإمام شيخ الأزهر الدعوة لزيارة القدس وأنه سيحضر صلاة الإسراء والمعراج وليس هناك في الإسلام ما يسمى بصلاة الإسراء والمعراج.
وأضاف: اعتراضي أن شيخ الأزهر ليس مهمته أن يذهب للقدس وأن يقدم جواز سفرة للإسرائيليين ويختم عليه بنجمة داود وهكذا يصبح تحت سيطرة الإسرائيليين، وأشار إلى أنه ليس هناك داع لهذه الزيارة، مقارنا بين موقفه وموقف البابا شنودة الذي أعلن أنه لن يزور القدس ومنع المسيحيين من زيارة القدس إلا عندما تحرر من المحتل الإسرائيلي، وطالبه بالإقتداء بموقف البابا بهذا الشأن.
ودافع العوا عن "الإخوان المسلمين" مقللا من المخاوف المثارة حولهم فيما يتعلق برفضهم الدولة المدنية وولاية الأقباط والمرأة، قائلا: الإخوان ليسوا ضد الدولة المدنية وليسوا ضد المرأة ولكن أرى أن عجلة التغيير مطلوبة على مختلف المستويات ولجميع القوى السياسية بما فيها الإخوان والشيوعيين والحزب الوطني نفسه.
وطالب العوا بإقرار تعديلات على الدستور المصري، وقال: الأزمة التي تعاني منها مصر ستحل بضرورة إحداث تعديلات وإصلاحات دستورية، ووصف الدستور المصري بأنه أصبح مثل الثوب القديم الذي أصبح به عيوب كثيرة لابد من تغييرها بالكامل، وقال: الرئيس أنور السادات أطلق على الدستور عند تعديله الدستور الدائم لمصر وهو دستور واحد لمصر وانتهى منه سنة 72 وسنة 80قام بتعديله ووضع أن الشريعة الإسلامية كمصدر رئيس، والدستور في حاجة لتغيير لأنه به مثالب كثيرة ومنها أن الحاكم يظل على كرسيه للأبد.
وحول إذا كان فكر في الترشح لرئاسة الجمهورية، رد العوا ضاحكا، وقال: أنا لم أفكر في الترشح لنقابة المحامين فهل سأفكر في الترشح للرئاسة، وحول عدم تفكيره في الترشح للنقابة، قال: النقابة في حاجة لتفرغ كبير وجهد هائل وليس لفرد وأنا اعتبر نفسي محدود القدرات أما بالنسبة للترشح لرئاسة الجمهورية فهذا أمر خيالي فأنا لا أصلح للترشيح لأني لا أعرف كيف أدير مكتبي وبه 20عامل فكيف سأرشح لمنصب رئيس جمهورية.
وحول رأيه في ترشيح المرأة للرئاسة، قال: هناك قول عن الرسول صلى الله عليه وسلم "لن يفلح قوما ولوا أمرهم امرأة" ولكن هذه ليست قاعدة عامة وليست مطلقة لكل الأديان وكل الشعوب وكل الظروف، لأن كلمة لن إخبار والإخبار لا يترتب عليه حكم وقاله الرسول صلى الله عليه وسلم في المعركة التي كانت بين الفرس والروم وكان الفرس تحكمهم امرأة فقال صلى الله عليه وسلم هذه المقولة وبالفعل خسرت الفرس المعركة.
المصريون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق