السبت، 6 مارس 2010

تابع بحث-المرأة فى الإسلام::شبهة ضرب المرأة


-شبهة ضرب المرأة:
-بين أيدينا ها هنا الأن شبهة سمجة , تدل على قصور فى الفهم من ناحية, وعلى حقد دفين من ناحية أخرى سول لصاحبه أن يقتطع الكلام من سياق النصوص, بل من سياق الشريعة ككل !, ثم يهرول به إلى أتباعه لينشر بينهم شبهة هم بها أولى, وهم بها أليق, ألا وهى كذبة أن الإسلام يأمر بضرب المرأة !!

ونحن نقول لهم كذبتم والله, بل أن الإسلام ينهى عن ضرب المرأة !!

فالشرع الذى جعل ضرب العبد على وجهه من الذنوب التى كفارتها يكون بعتق هذا العبد (‏مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُفَكَفَّارَتُهُأَنْ يُعْتِقَهُ . . . رواه مسلم), ماذا تنتظرون منه عندما يتكلم عمن سماها السكن للرجل ؟, وسماها لباس تحتوى الزوج, وسماها الرسول صلى الله عليه وسلم بالشقائق, وقال صلى الله عليه وسلم أن الزوجة الصالحة خير متاع الدنيا, ومنها الأم والأخت والإبنة, فكيف بعد كل هذا يا ضعاف العقول ويا سفهاء الأحلام تزعمون أن الإسلام يأمر بضرب المرأة؟؟
-إن القوم فعلوا كما يفعل الدجالون عبر كل العصور, وجاءوا بالإفك وتأولوا النص القرانى وانتزعوه من وسط باقى النصوص بل من وسط الشرع كله كما قلنا , وهم يشيرون إلى هذة الأية الكريمة:
"الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً" (النساء:34)
-وقبل أن نشرح الأية الكريمة, أنى سائل القارىء سؤالاً:
-هل الأية هنا تأمر بضرب المرأة كما زعم هؤلاء الحاقدون؟؟
-عن أى حالة هنا تتحدث الأية ؟؟
النص يقول: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ...
فيا دجاجلة : أولاً النص يتكلم عن المرأة الناشز, وليست أى امرأة .
-ثانياً : لم يتم ذكر الضرب كبداية الحلول, بل نهايتها.
ثالثاً: هذا الضرب الذى تدندنون حوله, ليس كما يفعل رجال النصارى بزوجاتهن , وليس كما يفعل رجال وأخلاء المرأة فى الغرب حيث منه ما يفضى إلى الموت كما تذكر الإحصائيات ودوائر ونشرات الأخبار يومياً, ,ولا نقول كما يقول المثل الإيطالى العصا للزوجة الصالحة والطالحة, بل المقصود منه فى الإسلام العظيم فقط إظهار عدم الرضا, والإسلام الدين ليس مسؤولاً بعد ذلك على من يخالف التعاليم ويتحول إلى وحش كاسر يحطم زوجته على أى خطأ أخطأته, هؤلاء سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين,فهم مخطئون ولا شك,
ومن ظَلم, فلسوف يعاقبه الله أشد العقاب.
-رابعاً: هيئة الضرب
جاءت فى القران عامة وفصلتها السنة وأقوال الصحابة الكرام, فكان بمجرد استعمال السواك المصنوع من الخشب الاراك وهذا كما قلنا تعبيراً عن عدم الرضا, فيالعظمة هذا الدين, الذى جعل هذا السلوك الراقى فى التعامل بين الزوج وزوجته,بل هى والله فى حد ذاتها وسيلة لتجديد المشاعر وإنعاش الحب الذى فتر ولكن هذا فقط لمن يطبقه كما قال الإسلام,فتكون هذة الوسيلة الشرعية كأنها
لغة حوار يقول بها الزوج - بعد استنفاد كل المحاولات السابقة -:
أنا غير راضى عنك
وبالرغم أننا بصدد تقويم حالة شاذة, ليست ككل النساء, بل هى كما يصفها علم النفس: الماسوشزم, حيث يتم العلاج عندما يتعرض المريض إلى نوع من العقوبة
النفسية المعنوية, وقالوا أكثر من يعانى منه هن النساء, والرجال يصاب المريض منهم بمرض: السادزم,وهو التلذذ باستعمال العنف, إلا أن هيئة الضرب نفسها كما قلنا ليست بقسوة أو حتى بإهانة, (دار بخاطرى وأنا أكتب هذا الكلام , نموذج حياة لإمرأة تعانى من الساشزم تزوجت من رجل سادزم !! أعتقد أن المحصلة أنهم سيكونون أيضاً سعداء!)
قال القرطبي فى تفسيره واصفاً هيئة هذا الضرب :
"هو ضرب الأدب غير المبرح، وهو الذي لا يكسر عظما ولا يشين جارحة كاللكزة ونحوها؛
ثم قال رحمه الله :
قال عطاء: قلت لابن عباس ما الضرب غير المبرح ؟
قال بالسواك ونحوه. (القرطبي فى التفسير) انتهى
وفى حجة الوادع قال النبي صلى الله عليه وسلم ضمن ما قال :
". . . فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتمفروجهنبكلمة الله ولكم عليهن أن ‏ ‏لا يوطئن فرشكم ‏ ‏أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلكفاضربوهن ضربا غير ‏ ‏مبرح . . . رواه مسلم )
وجاء في سنن أبي داود باب : حق المرأة على زوجها :
" ... ‏أطعموهن مما تأكلون واكسوهن مما تكتسون
ولاتضربوهنولا ‏‏تقبحوهن " صحيح أبي داود .
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
"‏من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقنمن ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوجفاستوصوا بالنساء خيرا " متفق عليه واللفظ للبخاري .
وروى البخاري رحمه الله فى صحيحه فى كتاب النكاح باب :
ما يكره من ضربالنساء
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
"‏لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم "
قال الحافظ فى الفتح : قال الشافعي :
"يحتمل أن يكون النهي على الاختيار والإذن فيه على الإباحة , ويحتمل أن يكون قبل نزول الآية بضربهن ثم أذن بعد نزولها فيه , وفي قوله " لن يضرب خياركم " دلالة على أن ضربهن مباح في الجملة , ومحل ذلك أن يضربها تأديبا إذا رأى منها ما يكره فيما يجب عليها فيه طاعته , فإن اكتفى بالتهديد ونحوه كان أفضل , ومهما أمكن الوصول إلى الغرض بالإيهام لا يعدل إلى الفعل , لما في وقوع ذلك من النفرة المضادة لحسن المعاشرة المطلوبة في الزوجية , إلا إذا كان في أمر يتعلق بمعصية الله . وقد أخرج النسائي في الباب حديث عائشة " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له ولا خادما قط , ولا ضرب بيده شيئا قط إلا في سبيل الله أو تنتهك حرمات الله فينتقم لله " انتهى
كل هذا وأكثر منه نجده فى نصوص الشرع , وفيه دلالة على الأمر بحسن معاشرة الزوجة (لا العكس كما يروج الدجاجلة !) والرفق بها واللين معها
وأنه فى حالة نشوزها يكون هناك تدرج فىالتعامل والتأديب حفاظاً على حسن المعاشرة الزوجية كما قال الشافعي , وحتى الضرب كما رأينا فله كيفية وهيئة الغرض منه التأديب ولفت النظر لهذة الناشز وهو غير المبرح، كاللكزة ونحوها أو بالسواك كما ذكره القربطي عن ابن عباس .
إذا الرجل الذى يستعمل حقه فى تقويم زوجته بقدر مبالغ فيه,
هو نفسه مريض نفسياً يحتاج إلى علاج ! وتصرفه وسلوكه محسوب على نفسه
لا على الدين ويكون بذلك مخالفاً للشرع عكس ما يروج له هؤلاء !
-خامساً: نلاحظ فى الأية الكريمة التدرج فى تقويم هذة الحالة المرضية وهذا السلوك المرفوض من الزوجة, حال نشوزها, فبدأ الشرع أول ما بدأ بالحوار العقلانى:فَعِظُوهُنَّ
ثم بالهجر العاطفى: وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ, ثم المرأة التى لم تستجب لهذا بالتأكيد هى حالة مرضية وتعد ناشز فى كل الأعراف, معنا امرأة تم مخاطبتها بكل رفق ولين كما تحب غالب النساء, ثم تم هجرها فى الفراش تعبيراً عن عدم الرضا من معاملتها وسلوكها, وأثناء كل هذا لا هى ترتدع ولا هى تتفهم,
فهل هذة امرأة عاقلة فضلاً عن كونها سليمة نفسياً!!
أغلب النساء يرجعن إلى صوابهن بمجرد الكلام معهن بفرق, وهذا مجرب ومعروف ذلك عن طبيعة المرأة أنها تميل إلى اللين والرفق, والنبى صلى الله عليه وسلم قال رفقاً بالقوارير لهذا السبب, ولأن أقل شىء قد يؤثر فيهن ,فهل تقاس حالة شذت عن بنات جنسها فننظر إليها ككقاعدة نقيس عليها فى المعاملة,فيتم معاملة الناشز المريضة كالصالحة العاقلة المرهفة الحس؟؟
والله إن هذا ليس بعدل!
الفرق الأن بيننا وبين غيرنا, أن غيرنا يبدأ بالضرب ويكون بقسوة ومنه ما يفضى إلى الموت, ولكن الإسلام ينتهى بالحالة إلى الضرب الغير مبرح متجنباً الوجه, ومتجنباً الوجه هنا, دليلاً على أن الغرض ليس الإهانة, فلو كان الغرض الإهانة كما يهين اليهود والنصارى نسائهم, لما نهى الشرع عن ضرب الوجه, وهذا النهى إنما هو عام, فلا يكون الضرب لتأديب طفل مثلاً على الوجه, فمن باب أولى كانت الزوجة , حتى لو كانت ناشز محل رعاية واهتمام الشرع, لأنها فى النهاية بشر , والإسلام دين العدل ويهتم بكرامة الإنسان ويحافظ عليها .
-سادساً:الإسلام ينهى عن ضرب المرأة على الحقيقة:
وهذا كما قلنا من قبل عكس ما يروج له هؤلاء المرتزقة الحاقدون, فمثلاً:
عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ ‏
‏"عَنْ النَّبِيِّ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَا يَجْلِدُ أَحَدُكُمْامْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي آخِرِ الْيَوْمِ "(تقدم)
-وقد نصح النبى صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة بنت قيس بألا تتزوج رجلاً كان معروف عنه أنه يضرب النساء, تقول المرأة:
أَنَّ ‏ ‏مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ‏ ‏وَأَبَا جَهْمٍ ‏ ‏خَطَبَانِيفَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَمَّا ‏ ‏أَبُوجَهْمٍ ‏ ‏فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ وَأَمَّا ‏ ‏مُعَاوِيَةُ ‏‏فَصُعْلُوكٌ ‏ ‏لَا مَالَ لَهُ انْكِحِي ‏ ‏أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ‏ ‏فَكَرِهْتُهُثُمَّ قَالَ انْكِحِي ‏ ‏أُسَامَةَ ‏ ‏فَنَكَحْتُهُ فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا‏ ‏وَاغْتَبَطْتُ ( رواه مسلم فى صحيحه كتاب الطلاق)
فالإسلام إذاً ليس مسؤولا كما قلنا عن أخلاق بعض المسلمين ,الإسلام دين عظيم,يشرع الشرائع, ويضع الموازين القسط, فالإسلام أمر الرجل كما تقدم بالإحسان إلى الزوجة ومعاملتها بالمعروف,فإن خالف الرجل ذلك, فعليه الوزر يوم الحساب, وقد يعاقبه الله على ظلمه فى الدنيا قبل الأخرة, ولهذا الرجل الغاشم نقول له : أتقى دعوة المظلوم , فمن ظلم زوجته مثقال ذرة, فإن الله عليه رقيب
أين هذا الكمال فى التشريع والسمو فى المعاملة , و من يقولون أن المرأة
نجسة منجسة, حقيرة وهى سبب كل الشرور ! لا مقارنة البتة .
-بل يجعل النبى صلى الله عليه وسلم من يسىء معاملة زوجته أو يضربها, أنه ليس من خيار الناس, كما جاء فى الحديث الصحيح الذى رواه ابن ماجه وابى داوود وغيرهم:
‏لَقَدْ طَافَ بِآلِ ‏‏مُحَمَّدٍ ‏ ‏نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ لَيْسَ أُولَئِكَبِخِيَارِكُمْ ,
وفى رواية: وأيم الله لاتجدون اولئك خياركم, الله أكبر يا رسول الله, الله أكبر يا دين الإسلام, بل نختم هذة النقطة التى ما أسهبنا فيها إلا بسبب فجر هؤلاء فى دعوتهم الكاذبة, فنختم بهذا الحديث الصحيح الذى رواه الترمذى وابن ماجه وغيرهم من حديث عمرو ابن الأحوص: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال فى حجة الوداع (وقد تقدم ذكر طرف منه ):
"ألا واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنما هن عوان عندكم . ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك ،إلا أن يأتين بفاحشة مبينة . فإن فعلنفاهجروهنفي المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح . فإن أطعنكم فلاتبغوا عليهن سبيلا . ألا إن لكم على نسائكم حقا . ولنسائكم عليكم حقا . فأما حقكمعلى نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون . ألا وحقهنعليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن"
ألا واستوصوا بالنساء خيراً, ألا واستوصوا بالنساء خيراً, والله لم نجدها فى كتبهم, والله لم نجد عندهم إلا كل الذل والاحتقار والمهانة للمرأة, وحسبنا الله ونعم الوكيل, أيعقل بعد هذا أن يتم مقارنة الملكة المتوجة التى هى المرأة المسلمة زوجةً كانت أو أماً أو أختاً أو أبنة, بمن هى عندهم محتقرة, نجسة منجسة, وورثت الشر لبنى البشر؟؟ والله لايوجد هناك وجه واحد للمقارنة.
-سابعاً: بل يقرر القران حق المرأة أيضاً إذا نشز زوجها , أى تمرد عليها وضيق عليها فى المعيشة, لم يٌفغل القران هذا, تأكيداً أن الأصل عندنا فى الإسلام هو المساواة فى الحقوق, فما هو حق المرأة على زوجها إذا نشز عليها؟؟ يقول الحق تبارك وتعالى فى سورة النساء , السورة التى لايوجد لها مثيل عند اليهود والنصارى , والأية 128:
"وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً" (النساء:128)
وقد يسأل الذى فى قلبه مرض, ولماذا لم يأمر القران الزوجة هنا أن تضرب زوجها بالتدريج كما حدث مع الزوجة الناشز؟؟
-فنرد عليه قائلين, أنت تسأل هذا السؤال, لأنك ما زلت تعتقد أن طبيعة المرأة كخلقة مثل طبيعة الرجل, وكررنا أن الإسلام ساوى بينهما فى الحقوق, وفرق بينهما فى الواجبات كل حسب طاقته وامكانياته, والقران عندما أعرض عن ضرب الزوج, فإنما هو لمصلحة المرأة نفسها, فمهما حدث, بالتأكيد الرجل أقوى جسدياً من المرأة, فجعل المرأة تتعقل فى أخذ حقها من زوجها الذى ظلمها, لأنها إن ضربته مثلاً, فسوف يرد عليها بعنف بكل تأكيد, وستكون هى الخاسرة, بل ووقتها قد يضيع حقها, وتندم هى بعد ذلك على هذة الغلطة التى ذهبت بحقها , فيجعل الإسلام من الصلح أو تدخل العدول من الطرفين هو الحل والسلاح الذى ينبغى على المرأة استخدامه لمواجهة نشوز زوجها,بل ولها أن ترفع شكوتها إلى القاضى الذى قد يأمر هو بضرب الزوج إن رأى أنه يستحق ذلك .
-هذا هو الإسلام يا نصارى, هذة هى مكانة المرأة المسلمة, ملكة متوجة بكل ما تحمله كلمة ملكة من معان, سيدة بيت بمعنى الكلمة, ولا ننسى أنها عند اليهود والنصارى مجرد جارية لا حقوق لها البتة,مسلوبة الإرادة, ولو ضرب مسيحى زوجته , بل لو علقها من قدميها فى سقف الغرفة, لا يلومه الكتاب على ذلك, بل يمتدحه على تأديب المرأة الشريرة سبب كل الشرور! والله لا أدرى ماذا نقول لمن كان حالهم هكذا, يأتون إلى الإسلام , فيرمونه بالحجارة, كما يرمى الصبيان النخلة, فلا يضر الإسلام على أية حال رمى هؤلاء, فدائما لايأتى الإسلام إلا بكل خير, ولا يهم السحاب نبح الكلاب, وليعترف كل رجل مسلم أساء إلى زوجته وعاملها بغير ما أمره الله, أنه هو السبب فى هذة الشبهات,ولتعترف كل زوجة ناشز أنها هى التى شجعت زوجها الذى لايعرف شرع الله غالباً على التمادى فى ضربها والاساءة إليها, وأن كلاهما كانا ثغراً دلف منه خفافيش الظلام وفئران الجحور ليقوما بترويج الأكاذيب, وبعد أن كان الشرع كامل مكمل يحمى كلا الطرفين ويضمن الحياة الكريمة لهما, جعلتم هؤلاء يقولون العكس تماماً وبأن الإسلام كذا وكذا, بإختصار الحاقدون الكذابون فعلوا تماماً مثلما فعل فرويد!! فماذا فعل فرويد ذلك الطبيب النفسى المشهور؟؟ لقد صاغ الرجل كل نظرياته فى فهم النفس البشرية بناء على أبحاث أجراها على مرضاه!! الرجل كان يجرى الأبحاث على المرضى النفسيين ويخرج بنتائج ليعممها بعد ذلك على باقى البشر!!
هكذا فعل هؤلاء الحقمى الجهال, تصيدوا الأسر المفككة من بين المسلمين, واستغلوا ما يقدمه الإعلام ليل نهار من قصص وأفلام عن قسوة الرجل فى مقابل ضعف المرأة, واعتمدوا هذا عندهم كأساس وقالوا بهذا يأمر الإسلام,
منتهى الحقد والجهل والكذب, فالإسلام لا يؤخذ من التليفزيون والمسلسلات والأفلام, والإسلام ليس الأصل فيه المخالفة, بل الإسلام يؤخذ من القران والسنة وإجماع الأمة,والإسلام الأصل فيه الطاعة والإتباع,وللمخالفين بعد ذلك عليهم وزرهم, يقول الحق تبارك وتعالى:
" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (النور:63 )
والقران كشرع عام جاء بتحريم الظلم والتعدى فى القول والفعل:
" إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" [النحل : 90]
والبغي هو العدوان على الناس (ابن كثير)
"إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً" (النساء:40 )
وفى الصحيح :
(يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا . . . . الحديث رواه مسلم)
والأيات والشواهد على ذلك أكثر من أن يتم ذكرها فى هذا الموضع,
فما ذكرناه إن شاء الله فيه الكفاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق