الثلاثاء، 2 مارس 2010

أبرهة وشنودة ومحاولة هدم الكعبة




شنودة الثالث .. أبرهة الثانى

بقلم / محمود القاعود

فى نفس العام الذى شرفت فيه البشرية بميلاد سيد الكائنات وأعظم مخلوق فى الوجود محمداً صلى الله عليه وسلم .. كان أبرهة الأشرم يقود جيشاً جراراً من الناس والفيلة ليهدم الكعبة المشرفة .. أراد أبرهة تحويل الكعبة إلى كنيسة .. أراد أبرهة إعلان الحرب على رب الكعبة .. لم يكن أبرهة يريد إنهاء تمييزا طائفياً .. لم يكن يريد تفعيل المواطنة .. لم يكن يريد نشر " الليبرالية " .. لم يكن يريد إقرار قانون دور العبادة الموحد .. إنما كان يريد إعلان الحرب على الله ! اعتقد الهالك أن ضخامة الفيلة ستنتصر على إرادة الله ! فكان أن جعله الله تعالى عبرة لمن كان له سمع أو بصر ..

يقول الحق سبحانه وتعالى :

" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ " ( الفيل : 1 – 5 )

يحكى لنا التاريخ ما دار بين عبد المطلب جد الرسول الأعظم ، وبين أبرهة :

" قال أبرهة لمترجمه يسأل عبد المطلب : ما حاجتك ؟ فقال له ذلك المترجم ، فقال حاجتي أن يرد علي الملك مئتي بعير أصابها لي ، فلما قال له ذلك قال أبرهة لمترجمه قل له قد كنت أعجبتنى حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتنى ، أتكلمني في مئتى بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه ؟ قال له عبد المطلب : إنى أنا رب الإبل وإن للبيت ربا سيمنعه قال ما كان ليمتنع منى ، قال أنت وذاك " أ.هـ

للبيت رب يحميه .. لم تكن هناك قوة بشرية تستطع مواجهة أبرهة .. فكان لابد لرب البيت أن يستجيب لتوسلات عبدالمطلب ، ويحمى بيته المعمور .. يحمى بيته الحرام .. يحمى البيت العتيق .. يحمى أول بيت وضع للناس ..

لم تكن لقوة قريش الهزيلة أن تقف أمام قوة أبرهة الخارقة .. لذلك كان عبدالمطلب واقعيا عندما طلب رد الإبل وترك أمر البيت لـ ربه .. لم يكن عبد المطلب يؤسس لمدرسة الاستسلام والضعف .. لكنه تحدث فى ظرف تاريخى كان يشهد إرهاصات أكبر تحول فى تاريخ البشرية .. لم يكن عبد المطلب يتحدث وهناك مليار ونصف المليار مسلم يجلسون فى بيوتهم ..

مرت القرون وظهر أبرهة الثانى الذى يجر خلفه قطعان أشباه البشر من أدعياء الليبرالية والديمقراطية والمواطنة والعلمانية والحداثة والمدنية .. ظهر أبرهة الثانى باسم " شنودة الثالث " ليعلن عن حملة زحف مدنسة نحو الكعبة .. أبرهة الثانى يجر خلفه الأفيال المتنصرة .. أبرهة الثانى يجر خلفه " بتوع الليبرالية والتنوير والحداثة " .. أبرهة الثانى يطالب بحذف آيات من القرآن الكريم .. أبرهة الثانى يريد هدم الكعبة فى القرن الواحد والعشرين !

ما أوقح أبرهة الثانى وما أسخفه ..

غرّ أبرهة الثانى هالة القداسة الزائفة التى صنعتها حوله الأفيال الشاذة التى لا تعرف الطهارة و تنام وتصحو على الفحش والإجرام والكيد للإسلام ..

غرّ أبرهة الثانى تقاعس غالبية الناس عن الرد على أكاذيبه وهجماته الضارية ضد الإسلام بحجة " الباب اللى يجيك منه الريح سده واستريح " !

غرّ أبرهة الثانى ضعف وتشرذم الأمة الإسلامية واستكبار قوى الشر الصليبية و مجلس الكنائس العالمى وتحرش الصهاينة الأشرار بـ المسجد الأقصى المبارك ..

تسلل أبرهة الثانى بصحبة الأفيال الشاذة فى جنح الظلام من أجل هدم الكعبة .. ظل يخطط طوال سنوات .. ظل يفتعل المشكلات الطائفية داخل مصر .. ظل يبث سموم الفتنة والطائفية والعنصرية بين أبناء الشعب المصرى .. ظل يحاول طوال أربعة عقود تفتيت الوحدة الوطنية وتدمير العلاقة التاريخية الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ والتى تجمع بين المسلمين والنصارى .. ظل أبرهة الثانى يرتدى قناع الوطنية الزائف .. وهو فى الحقيقة يجمع الأفيال الشاذة من أجل هدم الكعبة ..

ظلت الأفيال المجرمة طوال سنوات تشيد بـ أبرهة الثانى لأنه اتخذ قرارا تاريخيا لم يسبق له مثيل ! ألا وهو منع النصارى من زيارة القدس !

ويأبى الله إلا أن يفضح تلك الأفيال المتبلدة .. فينتشر السبب الحقيقى لمنع شنودة أتباعه من الذهاب للقدس وذلك اعتراضا علي قيام السلطات الإسرائيلية بسحب الكنيسة القبطية المعروفة باسم كنيسة دير السلطان وإعطائها للأحباش


انكشف القناع وظهر الوجه الحقيقى لـ أبرهة الثانى ، منذ تحريضه لنصارى المهجر فى السبعينيات على التظاهر من أجل احتلال مصر عسكرياً وإقامة ما تسمى بـ " الدولة القبطية " ..

انكشف القناع منذ تحديه للنظام والدولة وخروجه على القوانين ..

لا ئحة عام 1938م للطائفة الأرثوذكسية تقر وقوع الطلاق لأحد الأسباب التالية :

" الزنا - المرض - الجنون - الهجرة لثلاث سنوات - الحبس سبع سنوات - الردة عن الدين و الملة - الرهبنة - سوء السلوك- اعتداء أحد الزوجين على الآخر اعتداء جسيما " أ.هـ

شنودة لا يسمح بالطلاق إلا فى حالة الزنا !

المحكمة الإدارية العليا تلزمه بمنح تصريح زواج لأى مطلق أو مطلقة من أبناء طائفته بناء على لائحة 1938م .. شنودة يقول أنه لا تلزمه سوى تعاليم يسوع الذى حدد الطلاق فى علة الزنا ! وكأن المادة الثانية فى الدستور المصرى تقول " يسوع هو المصدر الرئيسى للتشريع " وليس الإسلام !

يتمسك شنودة بنص يسوع عن الطلاق لعلة الزنا .. لم يفسره رمزيا أو حرفيا كما يمارس فهلوته دائماً … والواقع أنه لا يلتزم بتعاليم كتابه .. فلو كان يلتزم بها لتزوج وعاش حياة طبيعية بعيدة عن العقد النفسية وكما يأمره كتابه :

" صادقة هي الكلمة إن ابتغى أحد الأسقفية فيشتهي عملا صالحا. فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم بعل امرأة واحدة صاحيا عاقلا محتشما مضيفا للغرباء صالحا للتعليم غير مدمن الخمر ولا ضرّاب ولا طامع بالربح القبيح بل حليما غير مخاصم ولا محب للمال " ( تيموثاوس الأولى ص3 : 1 – 3 ) .

نص الكتاب المقدس يلزم الأساقفة أن يتزوجوا . لماذا لم يلتزم شنودة بهذا النص حرفيا كما يلتزم بنص الطلاق لعلة الزنا ؟؟

لقد دمر شنودة الثالث حياة شركاء الوطن والعيش والملح .. ومن أجل ذلك ندعوهم للتعاون معنا من أجل محاكمة هذا الطاغية الخارج على القانون مثير الشغب والفتن والاضطرابات والقلاقل .. وقاتل وفاء قسطنطين السيدة البريئة التى أشهرت إسلامها فما كان من شنودة إلا أن اعتكف فى دير وادى النطرون حتى يتسلم وفاء ويقيم عليها حد الردة الأرثوذكسى ..

كما أن هذا الـ شنودة حوّل نسبة كبيرة من " الأقباط " إلى " صهايطة " ( أقباط بقلوب صهيونية على حد وصف الداعية عصام مدير ) يريدون إجلاء المسلمين من مصر .. لا هم لهم فى الحياة سوى سب الإسلام كما تعلموا ذلك فى الكنائس والاستنجاد بـ أمريكا والاتحاد الأوروبى لدرجة أن خرج مئات الشباب " الصهايطة " عشية فضيحة القس " برسوم المحرقى " فى العام 2001م لينادوا على آرئيل شارون رئيس الكيان الصهيونى الأسبق ، يدعونه لقتل الفلسطينيين كيدا فى أشقاء عقيدتهم المصريين ! كان شعارا قبيحا وفجا ذلك الذى نادت به " شبيبة شنودة الثالث " : " قتّل قتّل يا شارون .. بالألف وبالمليون " !! أرأيتم إلى مدى أوصل شنودة الثالث الأجيال الجديدة من الأقباط الأرثوذكس ؟؟

" إن البابا شنودة خيب الآمال ، وتنكب الطريق المستقيم الذي تمليه عليه قوانين البلاد ، واتخذ من الدين ستارًا يخفي أطماعًا سياسية ، كل أقباط مصر براء منها وإذا به يجاهر بتلك الأطماع واضعًا بديلاً لها على حد تعبيره بحرًا من الدماء تغرق فيه البلاد من أقصاها إلى أقصاها ، باذلاً قصارى جهده في دفع عجلة الفتنة بأقصى سرعة ، وعلى غير هدى ، في كل أرجاء البلاد ، غير عابئ بوطن يأويه ، ودولة تحميه وبذلك يكون قد خرج عن ردائه الذي خلعه عليه أقباط مصر " .

هكذا جاءت حيثيات حكم محكمة القضاء الإداري بتاريخ 3 يناير 1982 ، في التظلم المقدم من شنودة ضد قرار رئيس الجمهورية بعزله عن منصبه .

هكذا أدان قضاء مصر الشامخ ، أبرهة الثانى .. أبرهة الثانى اتخذ من الدين ستارا يخفى أطماعاً سياسية كل أقباط مصر براء منها .. أبرهة الثانى يجاهر بأطماعه وطائفيته وعنصريته .. أبرهة الثانى يهدد الأمن والاستقرار ويكدر السلم الاجتماعى .. هل تعى الأفيال التى يركبها أبرهة ما جاء فى تلك الحيثيات التاريخية ؟؟

هل علمت الأفيال سبب الفتنة الطائفية ؟؟ هل علمت من الذى يرفض الآخر ؟؟ هل علمت الأفيال أن سائسها يريد هدم الكعبة ؟؟

ماذا لو علم حضرات المستشارين الذين أدانوا شنودة عام 1982م ، بتأييد شنودة الثالث سب الله ورسوله فى حواره مع عمرو أديب يوم الثلاثاء 5 يناير 2010م ؟؟

ماذا لو علم السادة القضاة الأفاضل أن شنودة يدعو لحذف آيات قرآنية كريمة ؟؟

ماذا لو علمت محكمة الجنايات أن أبرهة الثانى يريد هدم الكعبة ؟؟

هل ستقول المحكمة أن " للبيت رب يحميه " أم ستقوم بمحاكمة شنودة وحبسه هو ومن معه من أفيال " ليبرالجية " و " علمانجية " تدق طبول الحرب وتعلن زحفها المدنس نحو الكعبة ؟؟

أوقفوا أبرهة الثانى بمحاكمته ..

حاكموا أفياله من صبيان ساويرس ..

إننا نريد العيش فى هدوء وسلام مع شركاء الوطن والعيش والملح ..

أنقذوا مصر من فتنة أبرهة الثانى .. فليس معنا اليوم عبدالمطلب ولن ينصر الله من تقاعس عن نصرة بيته ونبيه وكتابه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق