الشيخ أسامة حافظ
اسطوانة مشروخة اعتاد أقباط المهجر وأذنابهم بالداخل أمثال الدكتور الشيوعى وصحف ساويرس أن يرددوها هذه الأيام ومفادها أنهم يعانون من نقص فى دور العبادة التى لا تكفى حاجتهم وأن الحكومة متعنتة فى التصريح لهم ببناء الكنائس وأنها تطبق عليهم فرمانا سلطانيا قديما يسمى الخط الهمايونى وانهم لذلك يريدون إطلاق حرية بناء الكنائس من خلال سن قانون موحد لبناء دور العبادة .
وقبل مناقشة هذه الدعوة لا بد من مقدمتين :
الأولى أن هذا الخط لا وجود له منذ أن ألغى الإنجليز علاقة مصر بالدولة العثمانية سنه 1914 وأعلنوا الحماية عليها بل إنه وقبل ذلك كان مجرد توصية لأنه صدر بعد انفصال مصر قانونيا فى عهد الخديوى اسماعيل . . كيف وهذا الفرمان صدر بناءا على طلب أقباط مصر الأرثوذوكس للحد من التمدد البروتستانتى على حساب الأقباط عن طريق التبشير . . هذه هى حقيقته التى يعرفها الجميع ولكن أقباط المهجر لا زالوا يصرون على الحديث عنه رغم ذلك ابتزازا لحكومة مصر وتشنيعا عليها .
الثانية أن نسبة النصارى بشتى طوائفهم ما بين 5.5 – 6 % ، أما الأقباط الأرثوذوكس فنسبتهم لا تجاوز 70%من هذه النسبة أى حوالى 4% وهى نسبة تقل عن نسبة الأقلية المسلمة فى كثير من دول أوروبا مثل فرنسا وألمانيا وإنجلترا بل وأمريكا ، فهل يملك المسلمون فى هذه البلاد من المساجد مثلما يملك الأقباط من كنائس فى مصر وهل يضجون بالحديث عن الإضطهاد والتضييق مطالبين بإلغاء الخط الهمايونى الفرنسى أو الأمريكى الذى يعوق حقهم فى بناء المساجد هناك .
بقى السؤال الموضوعى .. وماذا عن أعداد الكنائس فى مصر ؟
وهل يعانى الأقباط من نقص فى دور العبادة وانها لم تعد تغطى احتياجاتهم فعلا .
قد نتفهم أن يطالب الأقباط بأن تكون لهم الكنائس بالقدر الذى يغطى ما يحتاجون من عبادتهم .. ولكن أن تتحول عملية بناء الكنائس إلى مباهاة يحاولون بها أن يضفوا الطابع الصليبي على البلاد فيبنون على مدخل كل بلدة كنيسة وفى صدر أشهر الميادين والشوارع الرئيسية دون أن يكون هناك حاجة حقيقية لمثل هذه الكنائس فهذا ما لا نتفهمه ولاينبغي ان نقبله .
أن تتحول الكنائس إلى قلاع تبنى بالخرسانة المسلحة وترتفع أسوارها عاليا لتخفى ما يحدث فى الداخل وتتوسع توسعا مبالغا فيه بشراء ما حولها من أراض وبأسعار فلكية فهذا ما لا يستسيغه أحد .
(فى الشارع الذى أسكن فيه علي سبيل المثال اشترت المطرانية كل ما يحيط بها من منازل ودفعت فى بعضها أكثر من سبعة أضعاف سعر السوق حتى صارت مساحتها بعد التوسعه تجاوز خمسة أضعاف مساحتها الأصلية ) .
أما عن أعداد الكنائس فرغم أنه لا يوجد مصدر رسمى نشر إحصاءات بهذا الأمر إلا أن جريدة البديل ونقلا عما أسمته دليل الكنائس وهو دليل يعطى لكبار القسس الذين يتابعون النشاط الكنسى وقد نقلت عن البديل هذه الإحصاءات مواقع كنسية مثل موسوعة تاريخ الأقباط لعزت أندراوس .. والأقباط المتحدون وكنيسة مارجرجس وغيرها حيث ذكرت أن عدد الكنائس فى مصر 2626 كنيسة منها 1326 كنيسة أرثوذوكسية أكثرها فى الصعيد (796)وذكرت توزيعا لهذه الكنائس على الأبراشيات فكانت محافظة المنيا بأبراشياتها الستة هى أكثرها – 215 كنيسة – وأن القاهرة هى أعلى الأبراشيات عددا – 125 كنيسة – تليها الجيزة – 82 كنيسة – وهى أرقام عالية كما هو ظاهر ، وقد ذكر موقع وصف مصر بالمعلومات الصادر عن مجلس الوزراء أن السنوات العشر الأخيرة شهدت زيادة فى عدد الكنائس حوالى 400 كنيسة بواقع 40 كنيسة كل عام وهناك أراض كثيرة منحتها لهم الدولة لبناء كنائس عليها وخاصة فى المدن الجديدة لم يتم البناء عليها بعد .
وذكر تقرير الحالة الاجتماعية الصادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية أن معدل أعداد المسيحيين بالنسبة للكنائس أقل بقرابة 10%عنه بالنسبة للمسلمين مع مساجدهم مع ان هذا العدد من المساجد يدخل فيه الزوايا اسفل البيوت والعمارات والاخصاص المبنية علي الترع والانهار وتلك المبنية في القري بالطوب اللبن .
هنا يثور السؤال : هل هم فى حقيقتهم محتاجون لكل هذه الكنائس ؟
لقد زرت كثيرا من الكنائس فى المناسبات والأعياد فما وجدت أكثر من بضعة صفوف مملوءة بالمصلين فى مكان الصلاة ، أما أولئك المتجمهرين أمام الكنائس فإن وقفتهم مجرد منظر ليوهم المارة أن المكان قد ضاق بهم فى الداخل فوقفوا فى الشارع .
أما عن الأديرة فالأمر فيها أشد . . فالمفروض فى الدير أنه مكان منعزل يأوى إليه الراهب معتزلا العالم متفرغا للتعبد يعيش حياة الزهد والتبتل . . لذلك كان الرهبان الأوائل يعتزلون فى المغارات وأكواخ الخوص وقلايات من الطوب اللبن .
أما الأديرة هذه الأيام والتى انتشرت فى كل ربوع مصر من أقصاها إلى أقصاها فشئ مختلف تماما .
فهى مساحات شاسعة من الأراضى تصل فى بعض الأحوال إلى أكثر من ألف ومئتى فدان ( حوالى 5 مليون متر مربع ) كما فى أديرة وادى النطرون مثلا وهى مساحة مدينة متوسطة يحيط هذه المساحة الهائلة سور ضخم شديد الإرتفاع –ارتفاعه في دير أنطونيوس 10 م وفي دير السريان 11.5 م وكذا في دير البراموس _ وسمك حوائط السور كبير يصل إلي 3.5 م كما في دير أبو مقار و 2 م في دير الأنبا بيشوي وهكذا .
وفي السور باب واحد ليكون الدخول والخروج تحت السيطرة ويتناثر علي حوائط الدير مجموعة من الأبراج العالية المحصنة بها فتحات – مغازل – لاحتماء الحراس خلفها ويصل ارتفاع هذه الأبراج إلي 16 متر كما في دير أنطونيوس بل إنه في دير أبي مقار حوالي 60 متر.
هذه الأسوار العالية والحصون الهائلة ما علاقتهابوظيفة الدير في العبادة والتبتل .. وهل لو جمعنا مساحات مساجد مصر كلها هل توازي مساحة دير واحد فقط من تلك الأديرة .
وفي النهاية يطالب الدكتور الشيوعي وأقباط المهجر بقانون موحد لبناء دور العبادة.
نعم نريد قانوناً موحداً يعطينا كمسلمين أصحاب أغلبية هذا البلد حقوقنا في المساجد وفي أراضي بلدنا مثلما أعطي النصاري ما أعطوا أو يأخذ من كنائسهم وأديرتهم لنتساوي معهم أم أن المقصود هو إعطاء الأقلية القبطية وحرمان الأكثرية المسلمة.
المصريون
اسطوانة مشروخة اعتاد أقباط المهجر وأذنابهم بالداخل أمثال الدكتور الشيوعى وصحف ساويرس أن يرددوها هذه الأيام ومفادها أنهم يعانون من نقص فى دور العبادة التى لا تكفى حاجتهم وأن الحكومة متعنتة فى التصريح لهم ببناء الكنائس وأنها تطبق عليهم فرمانا سلطانيا قديما يسمى الخط الهمايونى وانهم لذلك يريدون إطلاق حرية بناء الكنائس من خلال سن قانون موحد لبناء دور العبادة .
وقبل مناقشة هذه الدعوة لا بد من مقدمتين :
الأولى أن هذا الخط لا وجود له منذ أن ألغى الإنجليز علاقة مصر بالدولة العثمانية سنه 1914 وأعلنوا الحماية عليها بل إنه وقبل ذلك كان مجرد توصية لأنه صدر بعد انفصال مصر قانونيا فى عهد الخديوى اسماعيل . . كيف وهذا الفرمان صدر بناءا على طلب أقباط مصر الأرثوذوكس للحد من التمدد البروتستانتى على حساب الأقباط عن طريق التبشير . . هذه هى حقيقته التى يعرفها الجميع ولكن أقباط المهجر لا زالوا يصرون على الحديث عنه رغم ذلك ابتزازا لحكومة مصر وتشنيعا عليها .
الثانية أن نسبة النصارى بشتى طوائفهم ما بين 5.5 – 6 % ، أما الأقباط الأرثوذوكس فنسبتهم لا تجاوز 70%من هذه النسبة أى حوالى 4% وهى نسبة تقل عن نسبة الأقلية المسلمة فى كثير من دول أوروبا مثل فرنسا وألمانيا وإنجلترا بل وأمريكا ، فهل يملك المسلمون فى هذه البلاد من المساجد مثلما يملك الأقباط من كنائس فى مصر وهل يضجون بالحديث عن الإضطهاد والتضييق مطالبين بإلغاء الخط الهمايونى الفرنسى أو الأمريكى الذى يعوق حقهم فى بناء المساجد هناك .
بقى السؤال الموضوعى .. وماذا عن أعداد الكنائس فى مصر ؟
وهل يعانى الأقباط من نقص فى دور العبادة وانها لم تعد تغطى احتياجاتهم فعلا .
قد نتفهم أن يطالب الأقباط بأن تكون لهم الكنائس بالقدر الذى يغطى ما يحتاجون من عبادتهم .. ولكن أن تتحول عملية بناء الكنائس إلى مباهاة يحاولون بها أن يضفوا الطابع الصليبي على البلاد فيبنون على مدخل كل بلدة كنيسة وفى صدر أشهر الميادين والشوارع الرئيسية دون أن يكون هناك حاجة حقيقية لمثل هذه الكنائس فهذا ما لا نتفهمه ولاينبغي ان نقبله .
أن تتحول الكنائس إلى قلاع تبنى بالخرسانة المسلحة وترتفع أسوارها عاليا لتخفى ما يحدث فى الداخل وتتوسع توسعا مبالغا فيه بشراء ما حولها من أراض وبأسعار فلكية فهذا ما لا يستسيغه أحد .
(فى الشارع الذى أسكن فيه علي سبيل المثال اشترت المطرانية كل ما يحيط بها من منازل ودفعت فى بعضها أكثر من سبعة أضعاف سعر السوق حتى صارت مساحتها بعد التوسعه تجاوز خمسة أضعاف مساحتها الأصلية ) .
أما عن أعداد الكنائس فرغم أنه لا يوجد مصدر رسمى نشر إحصاءات بهذا الأمر إلا أن جريدة البديل ونقلا عما أسمته دليل الكنائس وهو دليل يعطى لكبار القسس الذين يتابعون النشاط الكنسى وقد نقلت عن البديل هذه الإحصاءات مواقع كنسية مثل موسوعة تاريخ الأقباط لعزت أندراوس .. والأقباط المتحدون وكنيسة مارجرجس وغيرها حيث ذكرت أن عدد الكنائس فى مصر 2626 كنيسة منها 1326 كنيسة أرثوذوكسية أكثرها فى الصعيد (796)وذكرت توزيعا لهذه الكنائس على الأبراشيات فكانت محافظة المنيا بأبراشياتها الستة هى أكثرها – 215 كنيسة – وأن القاهرة هى أعلى الأبراشيات عددا – 125 كنيسة – تليها الجيزة – 82 كنيسة – وهى أرقام عالية كما هو ظاهر ، وقد ذكر موقع وصف مصر بالمعلومات الصادر عن مجلس الوزراء أن السنوات العشر الأخيرة شهدت زيادة فى عدد الكنائس حوالى 400 كنيسة بواقع 40 كنيسة كل عام وهناك أراض كثيرة منحتها لهم الدولة لبناء كنائس عليها وخاصة فى المدن الجديدة لم يتم البناء عليها بعد .
وذكر تقرير الحالة الاجتماعية الصادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية أن معدل أعداد المسيحيين بالنسبة للكنائس أقل بقرابة 10%عنه بالنسبة للمسلمين مع مساجدهم مع ان هذا العدد من المساجد يدخل فيه الزوايا اسفل البيوت والعمارات والاخصاص المبنية علي الترع والانهار وتلك المبنية في القري بالطوب اللبن .
هنا يثور السؤال : هل هم فى حقيقتهم محتاجون لكل هذه الكنائس ؟
لقد زرت كثيرا من الكنائس فى المناسبات والأعياد فما وجدت أكثر من بضعة صفوف مملوءة بالمصلين فى مكان الصلاة ، أما أولئك المتجمهرين أمام الكنائس فإن وقفتهم مجرد منظر ليوهم المارة أن المكان قد ضاق بهم فى الداخل فوقفوا فى الشارع .
أما عن الأديرة فالأمر فيها أشد . . فالمفروض فى الدير أنه مكان منعزل يأوى إليه الراهب معتزلا العالم متفرغا للتعبد يعيش حياة الزهد والتبتل . . لذلك كان الرهبان الأوائل يعتزلون فى المغارات وأكواخ الخوص وقلايات من الطوب اللبن .
أما الأديرة هذه الأيام والتى انتشرت فى كل ربوع مصر من أقصاها إلى أقصاها فشئ مختلف تماما .
فهى مساحات شاسعة من الأراضى تصل فى بعض الأحوال إلى أكثر من ألف ومئتى فدان ( حوالى 5 مليون متر مربع ) كما فى أديرة وادى النطرون مثلا وهى مساحة مدينة متوسطة يحيط هذه المساحة الهائلة سور ضخم شديد الإرتفاع –ارتفاعه في دير أنطونيوس 10 م وفي دير السريان 11.5 م وكذا في دير البراموس _ وسمك حوائط السور كبير يصل إلي 3.5 م كما في دير أبو مقار و 2 م في دير الأنبا بيشوي وهكذا .
وفي السور باب واحد ليكون الدخول والخروج تحت السيطرة ويتناثر علي حوائط الدير مجموعة من الأبراج العالية المحصنة بها فتحات – مغازل – لاحتماء الحراس خلفها ويصل ارتفاع هذه الأبراج إلي 16 متر كما في دير أنطونيوس بل إنه في دير أبي مقار حوالي 60 متر.
هذه الأسوار العالية والحصون الهائلة ما علاقتهابوظيفة الدير في العبادة والتبتل .. وهل لو جمعنا مساحات مساجد مصر كلها هل توازي مساحة دير واحد فقط من تلك الأديرة .
وفي النهاية يطالب الدكتور الشيوعي وأقباط المهجر بقانون موحد لبناء دور العبادة.
نعم نريد قانوناً موحداً يعطينا كمسلمين أصحاب أغلبية هذا البلد حقوقنا في المساجد وفي أراضي بلدنا مثلما أعطي النصاري ما أعطوا أو يأخذ من كنائسهم وأديرتهم لنتساوي معهم أم أن المقصود هو إعطاء الأقلية القبطية وحرمان الأكثرية المسلمة.
المصريون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق