الاثنين، 30 أغسطس 2010

تقرير أمني عاجل إلى جهة سيادية يحذر من انفلات طائفي خطير


الداخلية تخلي مسؤوليتها عن "تداعيات" يمكن أن يشهدها الشارع المتوتر
تقرير أمني عاجل إلى جهة سيادية يحذر من انفلات طائفي خطير


كتب : أحمد سعد البحيري

علمت المصريون من مصادر وثيقة الاطلاع على ملف التوترات الطائفية الأخيرة أن تقريرا رسميا عاجلا تم رفعه من جهة أمنية رفيعة إلى جهة سيادية أبدت فيه وزارة الداخلية قلقها من اتساع نطاق التوترات الطائفية في المجتمع خلال الأشهر الأخيرة بفعل المظاهرات والمظاهرات المضادة التي يقوم بها الجانب القبطي والجانب المسلم ، على خلفية أحداث ومواقف لها طابع طائفي، التقرير أشار ـ تحديدا ـ إلى تنامي مشاعر السخط والغضب في الشارع المصري تجاه بعض الممارسات التي تقوم بها شخصيات دينية مسيحية كبيرة في الفترة الأخيرة خاصة عمليات الحشد المتكرر للمظاهرات في الكنائس أو الكاتدرائية والصدامات المتتالية مع أجهزة الدولة الإدارية والأمنية بصورة أعطت انطباعا خاطئا عن مجاملات من قبل الأجهزة الأمنية والإدارية الرسمية لطرف على حساب الطرف الآخر ، وأكد التقرير على أن الأحداث التي رافقت اختفاء المواطنة "كاميليا شحاتة" بعد استلامها من قبل قيادات دينية مسيحية وبعد ما تردد عن رغبتها في اعتناق الإسلام تنذر بمخاطر أمنية حقيقية ، وأن احتمالات صدام طائفي خطير لم تعد بعيدة عن الشارع المصري المتوتر حاليا ، وأشار التقرير إلى اتساع نطاق الكتابات الصحفية والبرامج التي تغمز في سلوك ومواقف الداخلية تجاه الأحداث دون قدرة من الداخلية على الرد لحساسية القضية وحساسية الموقف الأمني حيالها .

التقرير الأمني رصد المظاهرة الصاخبة التي شهدها مسجد النور مؤخرا احتجاجا على اختفاء "كاميليا شحاتة" واعتبرها مؤشرا خطرا على توجه قطاعات من الشباب المتدين في الجانب المسلم إلى النزول إلى الشارع في رد فعل على المظاهرات المسيحية التي يقودها بعض رجال الدين في القاهرة وبعض محافظات الصعيد .

ويشير المصدر الذي تحدثت إليه "المصريون" إلى أن أخطر ما في التقرير أنه ألمح إلى أن الداخلية تخلي مسؤوليتها عن توابع قد تكون مربكة للغاية بما في ذلك صدامات طائفية في الشوارع إذا لم يكن هناك رؤية سياسية شاملة وحاسمة تجاه مثل هذه الأحداث التي تتكرر كثيرا هذه الأيام ، وطالب التقرير بمنح الداخلية الصلاحيات الكافية للتعامل الحاسم مع أي تصعيد طائفي من الطرفين ، محذرا من أن غل يد الجهات الأمنية عن التعامل الحاسم مع بعض الأطراف يتسبب في نشوء حالات انفلات تربك القرار الأمني وقدرته على السيطرة على الأحداث .

يأتي ذلك فيما بدأت مجموعات إسلامية ناشطة على شبكة الانترنت تحتشد للإعداد لوقفات احتجاجية جديدة في القاهرة والاسكندرية في إطار مساعيها للضغط على الجهات الرسمية والدينية لإطلاق سراح "كاميليا شحاتة" المحتجزة في مكان مجهول يشرف عليه رجال دين أقباط ، حيث أعلنت مجموعات إسلامية عن تنظيمها لوقفة احتجاجية كبيرة في مسجد الفتح بميدان رمسيس بوسط القاهرة يوم الجمعة المقبل الموافق الرابع والعشرين من رمضان ، بعد صلاتي العشاء والتراويح ، كذلك أعلن ناشطون عن تنظيم وقفة احتجاجية كبيرة في الاسكندرية يوم السبت المقبل الموافق الخامس والعشرين من رمضان في مسجد القائد إبراهيم بعد صلاة العشاء والتراويح أيضا .

تأتي تلك التطورات في الوقت الذي اتسمت فيه ردود الفعل الكنسية بالعصبية الشديدة ، حيث أعلن بعض القيادات الدينية المسيحية أن البابا قرر عدم إطلاق سراح كاميليا نهائيا حتى لو حدثت مظاهرة كل يوم تطالب بالإفراج عنها ، على حسب قوله .
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق