السبت، 21 أغسطس 2010

كاميليا شحاتة .. تفضحهم ..


كتب الاستاذ: محمود القاعود

لعل فيما حدث للأخت المسلمة المجاهدة كاميليا شحاتة من خطف على يد ميليشيات الإرهابى السفاح شنودة الثالث ، بيان لحقيقة الواقع الذى نحياه ، والذى للأسف نهرب منه بشتى الطرق ..
وأهم شئ كشفته قصة الأخت كاميليا شحاتة ، هو أنه لا توجد دولة مصرية ! فما حدث لها ولغيرها من قبلها يؤكد بما لا يدع أى مجال للشك أن مصر عبارة عن غابة البقاء فيها للأقوى والذى يملك تحريك مظاهرات فى الغرب ومظاهرات فى الداخل .. لا يوجد شئ اسمه دولة ولكنها " غابة مصرية " لا تعرف قانون أو دستور ، وتخوّل لزعيم عصابة إرهابى مثل السيكوباتى شنودة الثالث أن يقوم بضبط وإحضار أى مواطنة تشهر إسلامها وتعذيبها وقتلها .. لا وجود للدولة فى مصر ، فأن يكون الأمن المكلف بحماية  أرواح الناس يستهتر بمهمته ويعرض أرواح المواطنين للخطر فهذه طامة كبرى لا تحدث وسط غابات أمريكا اللاتينية وسكانها .

بل إن ما حدث لـ كاميليا شحاتة لا يحدث حتى داخل الكيان الصهيونى الذى اعتنقت إحدى سكانه الصهيونيات الإسلام ، وما زال لقاء " طالي فاحيما " الصهيونية التى أسلمت موجودا منذ بثه عبر فضائية الجزيرة .. وقتها لم يعتكف حاخام مطالباً بالقبض عليها وخطفها .. ولم تخضع حكومة الكيان الصهيونى لابتزاز جماعة دينية أو ما شابه .. ولم يقم الأمن الصهيونى باعتقالها ومطاردتها وإلقاء القبض عليها وتسليمها لزعيم عصابة ! بل العكس هو ما حدث .. خرجت على الفضائيات والقناة الثانية فى التلفزيون الإسرائيلى ! وتكلمت وأدانت العنصرية الصهيونية ..

مسألة أخرى فى قضية كاميليا شحاتة .. ألا وهى الفضائيات الإسلامية التى لزمت الخرس ولم تنبس ببنت شفة ، ولا سيما شيوخ هذه الفضائيات الذين ما زالوا يتحدثون فى كلام أكل عليه الدهر وشرب ، ويعرفه كل مسلم سواء من إذاعة القرآن الكريم أو من خطب الجمعة فى المساجد ..

شيوخ الفضائيات لا يتحدثون عن محنة أسيرة مسلمة تتعرض لأبشع أنواع التعذيب .. ما يعنيهم هو الظهور .. والحضور .. أن تملأ وجوههم الشاشة .. أن يغيّبوا عقول الناس .. أن يؤيدوا التوريث .. أن يقولوا بطاعة ولى الأمر – دون أن يوضحوا ما هى شروط الطاعة ؟ -  .. أن يحرّموا المظاهرات .. وكل هذا بزعم السير على نهج السلف ! والسلف براء من هذه الأفعال المشينة ..

وأغرب من ذلك هو المبررات السمجة السخيفة التى يرددها بعض الصبيان ، ليبرروا لهؤلاء الشيوخ انبطاحهم وتخاذلهم .. من عينة : تقدير الأمور .. حساسية الموقف .. الضغوط .. غلق القناة .. تعريف الناس الدين .. إن تحدث شيخ عن كاميليا شحاتة سيعتقله الأمن ووقتها لن نجد من يشرح لنا الإسلام ! خبر إسلام كاميليا شحاتة لم يصل للشيوخ لأنهم مشغولون بالدروس والخطب والمحاضرات !
وهذا الكلام المسف البذئ بعيد تماما عن الواقع والأخلاق .. فلا خير فى أى شيخ يصمت عن كلمة الحق .. ولا خير فينا إن لم نقلها له ، ولا خير فيه إن لم يسمعها ..

فليغلقوا كل الفضائيات الإسلامية ، ولا تنتهك حرمة مسلمة أسيرة وقعت ضحية بين أيادى ديناصورات الكنيسة المرقصية المصابون بأمراض نفسية عديدة ، ناتجة عن حالة " اللا سواء " التى يحيون فيها ..
فليعتقلوا كل الشيوخ ، ولا ينتهك عرض هذه السيدة المسلمة التى سلمها الأمن لهم ليفعلوا بها الأفاعيل ..
لا خوف على الإسلام .. الإسلام لن يضيع إذا تم غلق كل هذه الفضائيات .. فالناس كانت تحيا 1425 سنة قبل هذه الفضائيات ، وكانوا على إسلامهم ، ولم يحدث شئ للإسلام رغم الحروب الصليبية وحروب التتار والمغول واليهود .. ولكنها فرضية سفيهة من المنبطحين المرجفين الذين يزّينون الإفك والبهتان والتخاذل عن نصرة مسلمة تصرخ دون أن يخرج شيخ يقول لها : لبيك أختاه ..

لا مبرر على الإطلاق ولا عذر لجميع الشيوخ الذين يرفضون الحديث عن مأساة هذه السيدة المسلمة المكسورة .. لا عذر لهؤلاء الذين ملأوا الدنيا صراخا وزعيقا إبان رسومات معتوه دنماركى يقبع فى أقصى شمال الأرض ولا يعرفه مخلوق ، بينما أصيبوا بشلل تام إزاء الطاغوت المجرم القابع فى العباسية .. ويكأنه هو ولى أمرهم ونحن لا ندرى !

أما كون خبر إسلام الأخت المجاهدة كاميليا شحاتة لم يصلهم .. فهذه نكتة سخيفة .. كان من الممكن أن نصدق هذا الكلام لو أننا نعيش فى سنة 525م  وليس فى سنة 2010م وكل شيخ لديه موقع إليكترونى وصفحة بالفيس بوك ولديه العديد من الأجهزة الإليكترونية بداية من الموبايل وحتى الآى باد ، .. ولنفرض أنهم لم يعرفوا – وهذا مستحيل طبعا – ألم يخبرهم بعض الطلبة الذين يستمعون إليهم بهذه المصيبة ؟! .. إنها مهزلة .
نفس هذا الخرس الذى عليه هؤلاء الشيوخ   لزموه يوم أن تحدث السيكوباتى الإرهابى شنودة الثالث عن " بول الرسول " و " رضاع الكبار " وكأن البطولة لا تظهر إلا على الأجانب الذين لا يعرفون أى شئ عن الإسلام ، ويقدمون على أفعالهم تلك كنتيجة لما تنشره المواقع الإليكترونية المسيئة للإسلام التى يمولها شنودة الثالث ..

أقلب يوميا فى أكثر من أربعين فضائية إسلامية  ، لعل أحد الشيوخ يتكلم عن مأساة الأخت كاميليا شحاتة أو يدعو لتحريرها من السلخانة الأرثوذكسية ، ولكن دون جدوى .. فقط يكتفون بكلام مكرر وحكايات حفظناها عن ظهر قلب منذ سنين بعيدة .. حتى صرت أتمنى أن تكتفى هذه الفضائيات بإذاعة القرآن الكريم والأحاديث النبوية ، دون ظهور أى شيخ عليها ..

أما الدعاة الجدد الذين يفسر بعضهم آيات القرآن الكريم بأغنية " خليك معايا " لـ عمرو دياب ، ويدعى أنها عن الحب الإلهى ، فهم فى فلك يسبحون .. لا علاقة لهم بهذه الأمور من قريب أو بعيد .. فقط ظهور وإفتاء دون علم و " تخريف " .. وذهاب إلى السفارة الأمريكية فى " عيد الاستقلال "  وحديث عن انتخابات الرئاسة فى 2011 !

أصعب موقف فى هذه المسألة هو موقف جماعة الإخوان .. التى تستطيع تحريك محافظات مصر بأكملها بإشارة من المرشد العام .. ونعترف بأنها أكبر جماعة منظمة فى الشرق الأوسط ، وأنها مسيطرة على الشارع المصرى ولديها قدرة عجيبة على الحشد والتعبئة الجماهيرية ، ولها مئات المواقع الإليكترونية ، و 88 عضوا بمجلس الشعب ، ورغم ذلك لم نستمع لهم على الإطلاق فى أزمة كاميليا شحاتة ، لدرجة جعلت أن العديد من الناس  انقلب  عليهم ، وينظرون للإخوان على أنهم جماعة سياسية تضحى بكل القيم من أجل الوصول للحكم ، الذى يستلزم عدم التعرض للكنيسة المرقصية بكلمة حتى توافق أمريكا .. وهذا الكلام ينتشر يوما بعد يوم ، وصورة الإخوان باتت سيئة للغاية .. صارت صورة ميكافيللية بحتة .. الغاية تبرر الوسيلة .. كل هذا حتى يرضى الإرهابى السيكوباتى  شنودة الذى لن يرضى بنص القرآن الكريم :
" وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ´ البقرة : 120 ) .
فلماذا يتخلى الإخوان عن دستورهم الذى يأمرهم بعدم اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ، بل ويقول بكل صراحة أن من يواليهم فهو منهم :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " ( المائدة : 51 ) .
لماذا يتخلى الإخوان عن دستورهم ؟؟ أمن أجل بضعة مقاعد فى مجلس الشعب ؟؟ أم من أجل الوصول إلى الحكم ؟؟
ثم ماذا لو كانت كاميليا شحاتة هى إحدى " الأخوات " ؟؟ ترى كم اجتماعا طارئا كان سيعقده مجلس الإرشاد ؟؟  وكم حملة إليكترونية وإعلامية كانت ستطلقها مواقع ومنتديات الإخوان ؟؟ وكم مقالا كان سيكتب فى الموقع الرسمى للجماعة عن محنة " الأخت " والدعوة لإطلاق سراحها  ؟؟
لماذا يا جماعة الإخوان هذا الانبطاح المخزى أمام الطاغوت السيكوباتى شنودة الثالث ؟؟
بماذا ستبررون لربكم هذا التخاذل والانبطاح ؟؟ ما هى الأعذار التى ستقدمونها ؟؟ هل مجلس الشعب عذركم ؟؟ هل اتحاد الطلبة عذركم ؟؟ هل مجلس الشورى عذركم ؟؟ هل المحليات عذركم ؟؟
أما الأزهر الشريف فليت الناس يصلون عليه صلاة الغائب .. إذ تحول إلى إحدى أدوات البطش الأرثوذكسية بعباد الله  ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

وأما أنت يا كاميليا شحاتة .. فشكرا .. شكرا لك على فضح هذه الأمة المنبطحة بحكامها وبشيوخها وعلمائها وشعوبها .. ولا يسعنى إلا أن أهدى إليك هذه الآيات الكريمات التى تحكى قصة أخدود عاشه المؤمنون من قبلك ، ويكرره السيكوباتى الإرهابى شنودة الثالث معك .. يقول الله تعالى :
" وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أ َصْحَابُ الأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ  عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ  عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا  نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ  الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ  الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ  بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ " ( البروج : 1 – 22 ) .
صبراً كاميليا .. فإن موعدك الجنة بمشيئة الله تعالى
 
 

هناك تعليق واحد: