البابا شنودة
كتب rosadaily
يمر تاريخ الأنبا شنودة أمامنا في حلقات متصلة يربط كل حلقاتها:
• غياب المرجعية أي التشريعات الكنسية السابقة.
• الانفراد بالرأي خصوصًا بعد انتقال الأنبا صموئيل، الأنبا اغرغوريوس، الأنبا أثناسيوس، الأنبا يؤنس، القمص صليب سوريال ومن ثم اختفاء القيادات الفكرية من العلمانيين: د.وليم سليمان، د.سليمان نسيم وإحالة اللجنة العليا لمدارس الأحد إلي التقاعد برسامته اسقفًا للتعليم.
• محاولات لا تتوقف لأن تسود وجهة نظره علي كل شيء بما فيها الكتاب المقدس، التراث الكنسي نفسه الذي دوّنه آباء الكنيسة، قرارات المجامع المسكونية والمكانية.
• انفراد بكل قرار دون مشورة، طارد الذين اختلفوا معه حتي رحلوا عن هذه الدنيا وبقي وحده، ولكنه أحاط نفسه بجيش من الأساقفة وغيرهم لا يعرفون إلا ما يقوله هو وما يصدره من قرارات.
هذه الصورة القاتمة وراء ما وصلنا من عبارات نسبت إليه، تمنيت ألا تكون صحيحة وأنها مبالغات إعلامية لرجل دخل خريف الحياة العقلية ويوشك أن يودع هذه الحياة -لاشماته، لأننا جميعًا سنرحل في يوم من الأيام- لكن كل مصادرنا تؤكد أنه صرح بأن الزاني ينال غفرانًا في الآخرة أما في هذه الدنيا فلا غفران له، وعقوبته هي أنه لا زواج له .. وباطن هذا التصريح الغريب عن المسيحية نصًا وروحًا هو أن الله يغفر والأنبا شنودة لا يغفر، والذين عاشوا قريبًا منه سمعوه يقول هذه الكلمات أثناء احتدام صراعه مع الأنبا مينا مطران جرجا، إذ قال أمام كاتب هذه السطور، والأستاذ أمين فخري عبد النور والأنبا صموئيل: أنا مش المسيح علشان أسامح الأنبا مينا، هذه العبارة نقلها الرئيس السادات في حديثه مع الأنبا أثناسيوس الذي ذهب لكي يلطف الجو بين الرئيس والأنبا شنودة وبالتحديد في استراحة الرئيس في الاسماعيلية يوم 24 يوليو 1980.. وقال الرئيس إذا كان يعرف تعاليم المسيح فلماذا لم يسامح الأنبا مينا؟.
وقاد الأنبا شنودة الهجوم علي الكنائس الأخري وعاب عليهم زواجهم بأنه زني لأنهم ليسوا أرثوذكساً، وشمل العيب كل شعب مصر من غير المسيحيين أيضًا بل وسائر البشر، وأغلق السماء نفسها أمام الكاثوليك والإنجيليين ولم يحاول أن يخفف من اعتداء المطران الأنبا بيشوي علي هذه الكنائس.
وأخيرًا يضع عقوبة لم ترد في القانون الكنسي، عقوبة تفتح الباب لفحص مكونات حياته النفسية ذاتها وتجعله في مرمي نيران علماء النفس الذين يقولون إن التصلب والتعنت في معاملة الذين تجاسروا علي التعدي علي القانون الخاص بالعفة وسلكوا سلوكًا غير عفيف وأخطوا.. هؤلاء يثيرون الغضب في نفوس الذين لديهم أشواق جنسية وأحلام يقظة لم تتم في الواقع، ولذلك يجدون في الزناة من الرجال والنساء «كبش الفداء» الذي يحمل وزر أحلامهم ، ولذلك يتشددون في معاملتهم إلي أقصي درجات التشدد لأنهم فعلوا في الواقع ما عجز عنه هؤلاء المتشددون في أحلام اليقظة... نرجو أن يكون الأنبا شنودة غير ذلك، وأنه وهو الذي قضي سنوات شبابه في رهبنة تعرف أقصي درجات الغفران وتقبل الرهبان الذين عادوا من بيوت الدعارة في الاسكندرية وغيرها إلي حياة النسك، وقابلهم رؤساء الرهبنة بكل بشاشة وترحاب ولم يطردوا من الرهبنة، والأنبا شنودة يعرف قصص هؤلاء فقد نشرت عدة مرات وصارت نبراسًا للتعليم المسيحي الحقيقي الذي يري الخطية جرحًا في النفس يعالج بالدواء لا بالعقوبة.
العقوبة في الدنيا والمغفرة في الآخرة.
تكشف عن فكر ديني متخلف عن الأرثوذكسية الحقيقية، لأن السماء والأرض ليستا طابقين الأول خاص بالله، والطابق الثاني ملك للأنبا شنودة والأساقفة، هذه صورة تعليم العصر الوسيط التي لا وجود لها في تراثنا القبطي المهمل عن عمد وسبق الإصرار، لكي يصول أصحاب السلطة ويجولوا كما يحلو لهم، الله ليس في السماء والأنبا شنودة علي الأرض بل الله علي الأرض أيضاً لأنها أرضه وهو خالقها ولم يتركها لأحد، ووحدة السماء والأرض لا تسمح بهذا التعليم الغريب الذي له خلفية أخري قوبلت بالصمت التام هي منع صلاة الجناز علي د.نظمي لوقا والأستاذ موسي صبري رئيس تحرير الأخبار، وكلاهما اختلف مع الأنبا شنودة، ولم يستطع أن يقترب من أيهما حتي ماتا.
القدوة الصالحة أمام مصر وأمام الكنيسة
لا أريد أن أصف أو أحدد نوع القدوة التي لا تغفر ولا تمد يد المعونة لإنسان غرق في الشر بل تتركه في صحراء جرداء .. اليس «المسامح كريم»؟ ثم هل «المسامح» هنا في حاجة إلي «سماح البشر» لأن البشر اغلقوا باب الكنائس في وجهه.؟ هل هذا يشجع الآباء والأبناء والأمهات والزوجات والأزواج علي احترام ومد يد العون لمن أخطأ؟ نريد قدوة صالحة تعمل علي استرداد المطرود وشفاء الجريح، لا قدوة تسعي إلي الانتقام والتشفي.
العقوبة لا تشفي
قد تكون عقوبة السجن ردعاً لمجرم ولكنها لا تنزع الشر الكامن في القلب، كما تردع عقوبة الاعدام من يريد أن يقتل ولكنها لا تنزع البغض.. لقد جاء المسيح لكي ينزع من القلب جذور الشر، ولذلك جاء الغفران في كل صلوات الكنيسة التي يرأسها الأنبا شنودة عن الخطايا التي ارتكبت بالقول وبالفعل وبالإرادة دون أن تحدد نوع هذه الخطايا، وهل معني هذا أن الزاني إذا تاب واعترف لم ينل غفراناً ولا تصح له صلاة أو صوم أو تناول؟.
هذا التطرف خطير جداً لأنه غير مُستوحي من التراث الكنسي ويسمح لأي إنسان بأن يعبث بحرية وحياة مواطن خاضع لسيادة دولة لها قانون ودستور.
مأساة الكنيسة القبطية في عصر الأنبا شنودة هي أنها تعيش بلا قانون وتشكك الشعب في صحة «المجموع الصفوي» لابن العسال ولا تقدم للشعب أي مرجعية قانونية .
لقد أصبح من الضروري للقيادات الوطنية المصرية أن تفكر في وسيلة قانونية ترغم الكنيسة أو بالأحري قيادات الكنيسة علي تقديم دستور - قانون ـ هيئة قضاء لكي تنال الوجود الشرعي في ظل الدستور والقانون المصري.
إذا غفرنا ما فعله الأنبا شنودة بهذا القرار، فإن التاريخ لن يغفر لنا، وهو إن كان يظن أن الله سيغفر له فهو واهم، لأن عدم الغفران يحرم الأنبا شنودة نفسه من الصلاة نفسها ومن ملاقاة ربه يوم يجد نفسه بدون «زفة» وبدون «حاشية».
روز اليوسف
• غياب المرجعية أي التشريعات الكنسية السابقة.
• الانفراد بالرأي خصوصًا بعد انتقال الأنبا صموئيل، الأنبا اغرغوريوس، الأنبا أثناسيوس، الأنبا يؤنس، القمص صليب سوريال ومن ثم اختفاء القيادات الفكرية من العلمانيين: د.وليم سليمان، د.سليمان نسيم وإحالة اللجنة العليا لمدارس الأحد إلي التقاعد برسامته اسقفًا للتعليم.
• محاولات لا تتوقف لأن تسود وجهة نظره علي كل شيء بما فيها الكتاب المقدس، التراث الكنسي نفسه الذي دوّنه آباء الكنيسة، قرارات المجامع المسكونية والمكانية.
• انفراد بكل قرار دون مشورة، طارد الذين اختلفوا معه حتي رحلوا عن هذه الدنيا وبقي وحده، ولكنه أحاط نفسه بجيش من الأساقفة وغيرهم لا يعرفون إلا ما يقوله هو وما يصدره من قرارات.
هذه الصورة القاتمة وراء ما وصلنا من عبارات نسبت إليه، تمنيت ألا تكون صحيحة وأنها مبالغات إعلامية لرجل دخل خريف الحياة العقلية ويوشك أن يودع هذه الحياة -لاشماته، لأننا جميعًا سنرحل في يوم من الأيام- لكن كل مصادرنا تؤكد أنه صرح بأن الزاني ينال غفرانًا في الآخرة أما في هذه الدنيا فلا غفران له، وعقوبته هي أنه لا زواج له .. وباطن هذا التصريح الغريب عن المسيحية نصًا وروحًا هو أن الله يغفر والأنبا شنودة لا يغفر، والذين عاشوا قريبًا منه سمعوه يقول هذه الكلمات أثناء احتدام صراعه مع الأنبا مينا مطران جرجا، إذ قال أمام كاتب هذه السطور، والأستاذ أمين فخري عبد النور والأنبا صموئيل: أنا مش المسيح علشان أسامح الأنبا مينا، هذه العبارة نقلها الرئيس السادات في حديثه مع الأنبا أثناسيوس الذي ذهب لكي يلطف الجو بين الرئيس والأنبا شنودة وبالتحديد في استراحة الرئيس في الاسماعيلية يوم 24 يوليو 1980.. وقال الرئيس إذا كان يعرف تعاليم المسيح فلماذا لم يسامح الأنبا مينا؟.
وقاد الأنبا شنودة الهجوم علي الكنائس الأخري وعاب عليهم زواجهم بأنه زني لأنهم ليسوا أرثوذكساً، وشمل العيب كل شعب مصر من غير المسيحيين أيضًا بل وسائر البشر، وأغلق السماء نفسها أمام الكاثوليك والإنجيليين ولم يحاول أن يخفف من اعتداء المطران الأنبا بيشوي علي هذه الكنائس.
وأخيرًا يضع عقوبة لم ترد في القانون الكنسي، عقوبة تفتح الباب لفحص مكونات حياته النفسية ذاتها وتجعله في مرمي نيران علماء النفس الذين يقولون إن التصلب والتعنت في معاملة الذين تجاسروا علي التعدي علي القانون الخاص بالعفة وسلكوا سلوكًا غير عفيف وأخطوا.. هؤلاء يثيرون الغضب في نفوس الذين لديهم أشواق جنسية وأحلام يقظة لم تتم في الواقع، ولذلك يجدون في الزناة من الرجال والنساء «كبش الفداء» الذي يحمل وزر أحلامهم ، ولذلك يتشددون في معاملتهم إلي أقصي درجات التشدد لأنهم فعلوا في الواقع ما عجز عنه هؤلاء المتشددون في أحلام اليقظة... نرجو أن يكون الأنبا شنودة غير ذلك، وأنه وهو الذي قضي سنوات شبابه في رهبنة تعرف أقصي درجات الغفران وتقبل الرهبان الذين عادوا من بيوت الدعارة في الاسكندرية وغيرها إلي حياة النسك، وقابلهم رؤساء الرهبنة بكل بشاشة وترحاب ولم يطردوا من الرهبنة، والأنبا شنودة يعرف قصص هؤلاء فقد نشرت عدة مرات وصارت نبراسًا للتعليم المسيحي الحقيقي الذي يري الخطية جرحًا في النفس يعالج بالدواء لا بالعقوبة.
العقوبة في الدنيا والمغفرة في الآخرة.
تكشف عن فكر ديني متخلف عن الأرثوذكسية الحقيقية، لأن السماء والأرض ليستا طابقين الأول خاص بالله، والطابق الثاني ملك للأنبا شنودة والأساقفة، هذه صورة تعليم العصر الوسيط التي لا وجود لها في تراثنا القبطي المهمل عن عمد وسبق الإصرار، لكي يصول أصحاب السلطة ويجولوا كما يحلو لهم، الله ليس في السماء والأنبا شنودة علي الأرض بل الله علي الأرض أيضاً لأنها أرضه وهو خالقها ولم يتركها لأحد، ووحدة السماء والأرض لا تسمح بهذا التعليم الغريب الذي له خلفية أخري قوبلت بالصمت التام هي منع صلاة الجناز علي د.نظمي لوقا والأستاذ موسي صبري رئيس تحرير الأخبار، وكلاهما اختلف مع الأنبا شنودة، ولم يستطع أن يقترب من أيهما حتي ماتا.
القدوة الصالحة أمام مصر وأمام الكنيسة
لا أريد أن أصف أو أحدد نوع القدوة التي لا تغفر ولا تمد يد المعونة لإنسان غرق في الشر بل تتركه في صحراء جرداء .. اليس «المسامح كريم»؟ ثم هل «المسامح» هنا في حاجة إلي «سماح البشر» لأن البشر اغلقوا باب الكنائس في وجهه.؟ هل هذا يشجع الآباء والأبناء والأمهات والزوجات والأزواج علي احترام ومد يد العون لمن أخطأ؟ نريد قدوة صالحة تعمل علي استرداد المطرود وشفاء الجريح، لا قدوة تسعي إلي الانتقام والتشفي.
العقوبة لا تشفي
قد تكون عقوبة السجن ردعاً لمجرم ولكنها لا تنزع الشر الكامن في القلب، كما تردع عقوبة الاعدام من يريد أن يقتل ولكنها لا تنزع البغض.. لقد جاء المسيح لكي ينزع من القلب جذور الشر، ولذلك جاء الغفران في كل صلوات الكنيسة التي يرأسها الأنبا شنودة عن الخطايا التي ارتكبت بالقول وبالفعل وبالإرادة دون أن تحدد نوع هذه الخطايا، وهل معني هذا أن الزاني إذا تاب واعترف لم ينل غفراناً ولا تصح له صلاة أو صوم أو تناول؟.
هذا التطرف خطير جداً لأنه غير مُستوحي من التراث الكنسي ويسمح لأي إنسان بأن يعبث بحرية وحياة مواطن خاضع لسيادة دولة لها قانون ودستور.
مأساة الكنيسة القبطية في عصر الأنبا شنودة هي أنها تعيش بلا قانون وتشكك الشعب في صحة «المجموع الصفوي» لابن العسال ولا تقدم للشعب أي مرجعية قانونية .
لقد أصبح من الضروري للقيادات الوطنية المصرية أن تفكر في وسيلة قانونية ترغم الكنيسة أو بالأحري قيادات الكنيسة علي تقديم دستور - قانون ـ هيئة قضاء لكي تنال الوجود الشرعي في ظل الدستور والقانون المصري.
إذا غفرنا ما فعله الأنبا شنودة بهذا القرار، فإن التاريخ لن يغفر لنا، وهو إن كان يظن أن الله سيغفر له فهو واهم، لأن عدم الغفران يحرم الأنبا شنودة نفسه من الصلاة نفسها ومن ملاقاة ربه يوم يجد نفسه بدون «زفة» وبدون «حاشية».
روز اليوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق