هل الأزهر ما زال شريفًا؟
بقلم أبو عبد الله الصارم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،
فإن الأزهر يعدّ مؤسسة دينية عريقة لها تاريخ عظيم في تعليم الشريعة وتخريج حفّاظ القرآن، ورجالات الأزهر من علماء ودعاة لهم جهد في حفظ الدين لا ينكره إلا جاحد، ولذلك اكتسب الأزهر مكانة عريقة وتقديرًا كبيرًا في قلوب المسلمين ليس في مصر والشرق الأوسط فقط ولكن في العالم كله.
لكن الأزهر ابتلي في زماننا برجال سعوا في تخريبه وإهدار كرامته وتلويث سمعته، وتآمروا على الأزهر لتفريغه من المخلصين والأكْفاء والغيورين على الدين، ليستبدلوا بهم دعاة على أبواب جهنم يبيحون ما تريد الدولة إباحته وإن كان عين الحرام، ويعينون الفاسد على فساده والظالم على ظلمه، ويحاربون الدعاة ويسمونهم بالتطرف والغلو، أو الجمود والجهل، حتى لم يسلم منهم أي مسلم متبع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فصرنا نسمع فتاوى معلبة يقشعر منها البدن من رؤوس تلك المؤسسة الدينية، من إباحة للربا والغناء والتبرج والفسوق، وإباحة لتقديم الخمور للأجانب من غير المسلمين، وإدارة صالات القمار في الفنادق طالما كانت للسائحين..ولسنا ندري من أي شرع جاءوا بهذا الضلال المبين؟!
إضافة إلى ذلك صرنا نرى مواقف في قمة الخزي والعار، طاعة للسلطان وموالاة للكفار، وما خبر فتوى إعطاء فرنسا الحق في منع أخواتنا من ارتداء الحجاب عنّا ببعيد.
ولازال التهجم على النقاب والمنتقبات وصمة عار على جبين رأس الأزهر السابق، وتابعه في عاره الفيلسوف الحالي الذي أعلن منذ توليه أنه سيعمل على إقناع المنتقبات بخلع النقاب وكأن وظيفته تملي عليه إشاعة السفور في بلاد المسلمين.
ومع هذه المواقف المتشددة من المحجبات والمنتقبات والمعتصمين بدين الله عمومًا، نجد في المقابل مداهنة ولعقًا لأحذية الكفار المجرمين.
فالرأس السابق هو الذي استقبل بابا الفاتيكان الهالك وقال له إن الأزهر تشرف بحضوركم له!!
تخيل عزيزي القارئ ...الأزهر أكبر مؤسسة إسلامية في العالم يتشرف بحضور رأس من رؤوس الكفر له؟!!
ولست أدري أي شرف هذا في دخول مثل هذا النجس إلى ساحات الأزهر؟
وما كان الفيلسوف ليقل مداهنة عن سابقه فهو القائل للأنبا شنودة رأس النصارى في مصر: إنك تذكرني بحنان المسيح!!
تخيلوا...شنودة المتآمر على أخواتنا وفاء قسطنطين وعبير وياسمين وماري عبد الله وماريان وكريستين وكاميليا شحاتة يذكره بحنان المسيح..يا للعار!
إن هذا الشنودة هو الذي تخرج من عباءته السوداء الشتامون أمثال زكريا بطرس ومرقص عزيز ويوسف تدرس الطاعنين في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ودينه بمباركة وإعانة كنسية ورغم ذلك يشبه برسول ونبي طاهر من أولي العزم من الرسل، فأي طامة بعد تلكم الطامة!!
ومما يزيدنا كمدًا وأسفًا وحرقة أن نعلم أن الأزهر امتنع عن إتمام إجراءات إشهار الإسلام لبعض المسلمين الجدد؛ بل سمح لقساوسة أن يطؤوا ساحة الأزهر ليسألوا المسلمين عن تحقيق الشخصية وليقبضوا على كاميليا شحاتة قبل إعلان إسلامها!
إن ما وصل له الأزهر كمؤسسة رسمية على يد أولئك المبتدعين المداهنين من شيوخ السلطة هو عار وخزي لا مثيل له في تاريخ ذلك الجامع العريق والجامعة العتيدة.
وذلك ما حدا بكثير من رجال الأزهر الشرفاء إلى التبرؤ من هذه المواقف وتشكيل جبهات مضادة لرجال المؤسسة الرسمية إبراء لذمتهم ومعذرة إلى ربهم وربما إنقاذًا لسمعة الأزهر التي تلوثت على يد أبنائه الرسميين.
ومن هؤلاء جبهة علماء الأزهر التي أصدرت مؤخرًا فتوى جاء فيها: أن كل من ساهم في خذلان من اختار الإسلام دينًا بأن امتنع عن نصرته، أو دل عليه عدوه، أو أسلمه إلى الكنيسة فهو مرتد عن الملة، ساعٍ في استئصالها، وأن الواجب على المسلمين تجاه هذه الجرائم أن يستبرؤوا لدينهم وعرضهم ، ويسعون بكل ممكن لفكاك رقابهم من أغلال هزيمة دينهم، وأنه إذا تعينت مقاطعة النصارى سبيلاً للنصرة أصبحت فريضة من الله مفترضة لا يقبل الله فيها صرفًا ولا عدلاً.
إن الأزهر ما زال شريفًا بأمثال هؤلاء الرجال الشرفاء الغيورين الذين يصدعون بالحق ويبينون للناس فيما نحسبهم والله حسيبهم.
أما الأزهر برجاله الرسميين من شيخهم ومفتيهم ومن تابعهم من القابعين تحت ذل المناصب والمنبطحين تحت ظل الكراسي، فهؤلاء لا عز.. ولا شرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق