خطفت كاميليا يوم خطفت وفاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،
فإن المأساة الإنسانية للأخت كاميليا شحاتة زوجة الكاهن التي أسلمت ثم سلِّمت إلى الكنيسة قد كشفت لنا عن أقنعة الزيف التي حاول البعض التزين بها، كما جلّت الكثير من الحقائق التي خفيت عن كثير منا، لكن ينبغي لكل من أراد التدبر والاعتبار أن يتوقف متسائلاً:
لماذا سُلِّمت كاميليا إلى الكنيسة؟
ولماذا جاء رد فعل الكثير من المسلمين تجاه تلك القضية مخيبًا للآمال؟
ولماذا كان موقف الكثير من الإسلاميين مفعمًا بالتجاهل والتبلّد والبرود؟
وهل أصابت الكنيسة حين راهنت على ما وصل له حال المسلمين من التشرذم والضعف والهوان وخوار الهمم ؟
وهل درسوا صفحات من الماضي القريب فعلموا أن الأمة ربما تثور إن وجهت لها صفعة لكن سرعان ما تهدأ الثورة ثم لا تلبث أن تسكن تمامًا في انتظار صفعة جديدة؟!
ومن هو الجاني الحقيقي على كاميليا شحاتة؟
هل هو الإرهابي المجرم شنودة وجنوده وكنيسته؟
أم هم الذين أسلموها للكنيسة؟
هل هم موظفو الأزهر الذين تواطؤوا معهم أو ائتمروا بأمرهم؟
أم هم السواد الأعظم من المسلمين الذين خذلوها وتخلوا عنها؟
لا ريب أن كل واحد من أولئك قد ضرب بسهم في هذه الجريمة البشعة.
بل كلنا شركاء حين سكتنا عن جملة من الجرائم كانت الضحايا فيها أخواتنا اللائي اخترن الإسلام مثل: وفاء قسطنطين وعبير وماري عبد الله وماريان وكريستين وياسمين.
إن كاميليا شحاتة لم تخطف يوم سُلِّمت للكنيسة، وإنما خطفت يوم خطفت وفاء قسطنطين ولم يحرك المسلمون ساكنًا.
ويوم خطفت ياسمين من بيتها ومن وسط جيرانها بفرقة إرهابية من كشافة الكنيسة ووقف الجميع موقف المشاهد.
ويوم تجرأت الكنيسة على المسلمين الذين نزع الله من قلوب أعدائهم المهابة منهم. ويوم فرّط المسلمون في دينهم وطلبوا العزة في غيره.
إن كاميليا ليست الأولى، وربما لا تكون الأخيرة إذا مرَّت قضيتها كما مرّت القضايا السابقة، وإذا لم يتخذ المسلمون التدابير الواقية من تكرر هذه الجرائم الإنسانية.
فهل سيفيق جمهور المسلمين من غفلتهم ليواجهوا ذلك الخطر الذي يهددهم؟ وهل يتحرك المسلمون إنقاذًا لأعراضنا التي ينتهكها رجال شنودة المجرم؟
إنني أناشد كل العلماء والدعاة وطلاب العلم والخطباء أن يقوموا بدورهم في توعية المسلمين ونصرة أخواتنا المسلمات، فإن السكوت عار على جبيننا، والتخاذل جريمة في حق الأمة كلها، وإن كان العجز شعارنا والخوف دثارنا فباطن الأرض أفضل لنا من ظاهرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أبو عبد الله الصارم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق