السبت، 18 سبتمبر 2010

الأغلبية المضطهدة في مصر





* أحمد الحارون  

عادة ما تشتكي الأقليات العرقية أو الدينية في كثير من البلدان من الإضطهاد ولكن لأن مصر فريدة دائما في كل شئ فتجد أن الأغلبيه الدينية فيها وهم المسلمون هم الذين يعانون من الإضطهاد الواضح لكل منصف .

وليس ذلك من قبيل المبالغه أوالتهويل ولكن الأمر من الوضوح بدرجة تجعلك تتأكد أن الأمر دبر بليل وأنها خطة تستطيع أن تجد ظلالها في جميع نواحي الحياة في مصر سواء في حياة الفرد العادي أو في أسلوب وسلوك صفوة القوم من السياسيين والامنيين والإعلاميين والمثقفيين ورجال الدين.

 و نستطيع أن نسرد بسهولة أوجه ذلك الإضطهاد في شتى ميادين الحياة في مصر ونبدأ بـ الإعلام وهو على قسمين الأول فيهما يملك بعضه ويديره المال الطائفي كالقنوات الفضائية النصرانية وهي تبشر علنا بل تغمز وتلمز الاسلام في كثير من الأحيان.

 والبعض الاخر جرائد أو قنوات أصحابها مسلمون ولكن المنفق عليها المال الطائفي والثاني الاعلام الحكومي وهو بعين واحدة لاترى إلا المظالم المزعومة للأقلية والأخرى معصوبة بيد إما سطوة النظام حينا والمال الطائفي أحيان أخري  .

وهناك قسم ثالث بين بين لم ينفق عليه المال الطائفي بعد ولكن تحسبا لدوائر الأيام كثيرا مايغازل الأقلية والأمثلة على انحياز الاعلام للأقلية أكثر مما تحصى .

ولكن نكتفي بمثالين : الأول عندما أسلمت الاخت كاميليا شحاتة وأذيع في بعض المواقع الاسلامية شهادات أشخاص كانوا معها عند ذهابها للأزهر لإشهار إسلامها وصور لمستندات عدة لها ورغم ذلك لم يكتب عنها أحد سواء في الجرائد الحكوميه أوالخاصة .

رغم أنه في بداية القصة كانت كل الجرائد تقريبا تذيع انها هربت بسبب خلافات عائلية بمعنى أن كلهم خاضوا في الموضوع ولكن لما أذيعت أخبار إسلامها سكت القوم ولا يمكن أن يكون سكوتهم بسبب أنهم غير واثقين من تلك الشهادات لأنه من المفترض عرفا وعقلا وشرعا ومهنيا أن يطالبوا بظهور صاحبة القصة لكي يتأكدوا من مصداقية تلك الشهادات .

وكذلك لا يمكن أن يكون سكوتهم حفاظا على الوحده الوطنية وحفاظا على مشاعر أخواننا في الوطن كما المحوا بل صرحوا ببجاحة يحسدون عليها لأنهم من قبل في قضية تنصر محمد حجازي ونجلاء الامام وماهر الجوهري استضافوا هؤلاء المتنصرين أنفسهم بشحمهم ولحمهم سواء في القنوات الفضائية أو الجرائد الخاصة ونسوا ساعتها موضوع الوحده الوطنية وضربوا بمشاعر الأغلبية عرض الحائط .

والمثال الثاني عندما ضبطت سفينة مملوءة بالأسلحة والمتفجرات في ميناء بور سعيد وكانت قد مرت على ميناء إسرائيلي قبل وصولها مصر وهي مملوكة لنجل وكيل مطرانية بور سعيد فلم يأتي الخبر في أي جريدة أو فضائية إلا جريدة الشروق أتت به على إستحياء في بضعة أسطر.

 رغم أنه إذا ضبط مسدس عند ملتزم مسلم تقوم نفس تلك الفضائيات بعمل تحقيقات وتحليلات لمجرد مسدس ضبط عند ملتحي مسلم أما إذا كان ملتحي نصراني (قسيس) فلا شئ.

 رغم ان شكوك الاغلبية متزايدة بخصوص وجود سلاح مكدس بالكنائس والاديرة ولعل ماحدث في دير أبو فانا عندما خرج الرهبان المتبتلين الزهاد كل منهم يحمل رشاشه وقتلوا شابا مسلما اسمه ابراهيم محمد بالرصاص كان علي مقربة من الدير  .

وكذلك ما رأه كثير من المسلمين في عدة احياء من القاهرة في الثمانينيات عندما فاحت رائحة النصارى وهم يدخلون الأسلحة إلى الكنيسة داخل صناديق الموتى على اعتبار أنها جنازة وقد ضبط بعضهم وتكتم على الامر وهذا كله يدعم تلك الشكوك. فلما ضبطت السفينة لم ينبس احد من هؤلاء ببنت كلمة .

الأمن عندما تقوم مظاهرات من الأغلبية ينادون فيها بالديمقراطية والحرية تجد القنابل المسيلة للدموع والرش بخراطيم المياه والضرب بالعصي الكهربائية هذا إذا لم يستطبعوا أصلا أن يحبطوا المظاهرة بسد المنافذ والطرق المؤدية لموقعها.

 أما عندما تقوم الأقلية بمظاهرة يهتفون فيها ضد الدولة وضد رئيسها وضد الأغلبية ويستعدون أمريكا وإسرائيل ويستغيثون بشارون قائلين له " اضرب ياشارون " تظل قوات الأمن تتفرج عليهم عن بعد.

 وخذ مثلا المظاهرة التي تمت عند إسلام الاخت كاميليا شحاته ويروي تفاصيلها القس ويصا صبحي وكيل مطرانية دير مواس في الفيديو الموجود على اليوتيوب فهو بعد ان كال الشتائم لمدير المباحث أو المخابرات بالمنيا كما يسميه وسرد قصة وصوله إلى المطرانية وكيف كان باردا وسمجا هكذا يقول وجرأ عليه عامة النصارى لبروده.

 وكيف رأى الـ 10اتوبيسات التي يريدون ان يذهبوا بها الى الكاتدرائية بالعباسية ليتظاهروا وسمح لهم بذلك في نهاية الامر ولم يمنعهم لنراهم يهتفون في الكاتدرائية بالعباسية " يامبارك ساكت ليه انت معاهم ولا إيه " ويبدوا انهم يظنون بل واثقون أن الرئيس معهم ولابد بإشارة منهم أن ينفذ طلباتهم وإلا صار لا سمح الله مع المسلمين.

 فانظر إلى الفرق مابين الحالتين وعندما يتنصر مسلم لم نجد الأمن يوما رده لأهله لكي يحبسوه في دارهم او مسجدهم في حين عندما يسلم من الأقلية أحد من خاصتهم يقوم الأمن بتسليمه للكنيسة لكي تحبسه أو تقتله حسبما تري.

 وكذلك عندما يذهب مسلم جديد او مسلم له صلة به لأمن الدولة يجد التنكيل والضرب مما جعل كثير من المسلمين يحجمون عن مساعدة نصارى يريدون الإسلام خوفا من تلك المشاكل .

ولعل موضوع الاخ إبراهيم نجم الذي تزوج نصرانية أسلمت وأشهرت إسلامها قانونا ورغم ذلك خطفها منه النصارى بحيلة وهي حامل في الشهر الخامس وعندما ذهب ليشتكي في امن الدولة قام الضابط بضربه لمدة نصف ساعة كما جاء في شهادته الموجودة على اليوتيوب .

وكلما ذهب لجهة أمنية يشتمونه ويقولوا له " احسن لماذا تتزوج من نصرانية " بل بشره أحدهم بأن زوجته زوجوها لنصراني أما عندما يذهب النصراني ليشتكي من هروب إبنته أو إبنه بسبب إسلامه يجد الترحيب والتودد.

 حتى أنه عندما أسلم شخص منذ أربع اشهر في بني سويف ثار النصارى وهاجمو قسم الشرطة بالحجارة وحينها قامت الشرطة بإصطحاب القساوسة ليفتشوا قسم الشرطة بأنفسهم ليتأكدوا أن إبنهم ليس فيه !!

 الإقتصاد والمال فالنصارى يسيطرون على 40% من حجم الاقتصاد في مصر رغم أنهم يشكلون ما يقارب5% من إجمالي السكان وكذلك يسيطرون على 80 % من سوق الذهب في مصر .

و عندما حاول المسلمون أن يكون لهم نصيب فيه على حسب نسبتهم في المجتمع قامت الدولة بضريهم وتصفيتهم ولعل ما حدث للريان والسعد أكبر شاهد على ذلك كما أن أثرى شخص مصري على الإطلاق هو النصراني الطائفي ولي نعمة أغلب الاعلاميين نجيب سويرس .

أما التحويلات الخارجية فقد ذكرت تقارير أن هناك تحويلات لجهات كنسية بمقدار 2مليار دولار خلال الأعوام القليلة السابقة ولاتوجد أي رقابة من أي جهة حكومية عليها في حين أنه إذا حول مسلم مبلغ كبير نوعا ما إلى ذويه في مصر تجد السؤال والجواب وربما المصادرة في النهاية بتهمة تمويل الإرهاب.

 ألاحزاب والتيارات السياسية عند وقوع حادث نجع حمادي وهو حادث لانقره بكل تأكيد وهو مخالف لشرعنا رغم انه جاء في مجال رد الفعل علي قيام شاب مسيحي باغتصاب طفلة مسلمة وجدنا بيانات تنديد من كل الأحزاب تقريبا وتحليلات في صحفهم أما في وقائع تخص الأغلبية كقضية الأخت كاميليا فلم يرفع احد منهم صوتا تنديدا للحجر على حرية إمرة أرادت أن تعتنق الإسلام .

ولنأخذ مثلا موقف الدكتور محمد البردعي وجمعيته للتغير فهو كاد أن يقتل حزنا عندما قتل الأخ خالد سعيد بسبب التعذيب وأقام مظاهرات وندد بنفسه بهذه الجريمة بل ذهب بنفسه وقدم واجب العزاء لأمه وهذا حسن ولاغبار عليه ولكنه بلع لسانه عندما انتهكت حرية إمرأة وسلبت جهارا عيانا والتقارير الواردة تقول انها تعذب بعذاب قد يكون أشد مما عذب به خالد سعيد رحمه الله فلماذا لم نسمع له صوتا منددا بهذه الجريمة ؟؟.

ولعل هذا مؤشر فاضح إلى التغيير االذي يرنو إليه د.البرادعي وجمعيته أما الصدمة الكبرى فكانت من جماعة "الإخوان المسلمون" وصمتها المخزي وخذلانها الرهيب فنجدهم عندما يحدث أي حادث أو قتل لأي نصراني تجد البيانات المنددة بهذه الجريمة.

 حتى أن ممثلوهم في مجلس الشعب انبروا غاضبون يصبون جام غضبهم على وزير الثقافة ويطالبون بمحاكمته بسبب الإهمال لسرقة لوحة زهرة الخشخاش وذلك عقب السرقة بيومين في حين خطفت أختهم وتعذب ولم تصدر منهم كلمة إلا بعد شهر ونصف تقريبا من الواقعة بعد تزايد الضغوط والاحراج وعلتهم في ذلك ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .

والمفاسد هنا ليست بالطبع الفتنة الطائفية لأنهم يعرفون جيدا ان دفاعهم عن اختنا لن يؤدي حتما للفتنة الطائفية والقتال في الشوارع ولكن المفاسد عدم نجاحهم في الانتخابات التي صارت على الأبواب ولايريدو ان يثيروا عليهم غبار يتهمهم بسببه أحد بمخالفة الوحدة الوطنية وبالتالي يخسرون الكثير في الإنتخابات.

اما دكاكين حقوق الإنسان وحقوق المرأة وهذه المنظمات أغلب تمويلها يأتي من الخارج أو من الداخل الطائفي حسبما تيسر وهي من المفروض أن تكون من أشد الجهات دفاعا عن الحرية وحقوق الإنسان حتى أنها عقدت الندوات تلو الندوات من أجل الحرية الشخصية للارتداد عن الإسلام وهجوما على حد الردة المعطل أصلا .

و طالما صرحوا علانية بإضهاد النصارى في مصر بل تراهم يعقدون الندوات دفاعا عن الخنازيرالمعدومة بسبب أنفلونزا الخنازير وألمحت إلى اضطهاد الأقلية ولما خطفت المرأة المضهدة كامليا تبخرت حقوق الانسان وحتى الحيوان وصمت القوم فالمصروف والدعم المالي المشبوه سوف يقطع وهم "عايزين يربوا العيال" ويزيد رصيدهم في البنوك .

أما المنظمات النسوية والمدافعة عن حقوق المرأة فتجدها تندد بوحشية ختان الاناث رغم شرعيته ولما ماتت طفلة بسبب تخديرها خطأ عند ختانها أقامت تلك المنظمات مأتما وكادت النسوة أن تولول دفاعا عن حقوق المرأة ضد هذه الفظاعة من المسلمين المتوحشين ولما اختطفت كامليا وسلبت حريتها لم نسمع لهن صوتا أو ليست كامليا بأمرأة أيتها النسوة.

 ويبدو أنهن وقرن في بيوتهن اقتضاء بالآية الكريمة " وقرن في بيوتكن " ولزمن كتمان الصوت اقتضاء للمقولة المشهورة المكذوبة بـ " أن صوت المرأة عورة ". واتساقا مع المنطق والعقل فأنا أقترح إضافة كلمة إلى اسم جمعياتهن لتصبح "جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة النصرانية " .

المعارضون انظر الى معارضي النظام من الاسلاميين خارج مصر فالدولة دائما تطالب بتسلمهم من الدول التي يعيشون فيها رغم ان أغلبهم نادرا لو ظهروا للعيان ما يهاجم النظام المصري بل أغلبهم يختبؤن في الدول التي يعيشون فيها خوفا من مأساة التسليم لمصر لأنه بمجرد استلامهم يتم معاملتهم كمجرمي حرب .

حتى ولو لم تكن هناك مطالبات قانونية أو قضايا ملفقه ولعل التنكيل الذي حدث للشيخ أبو عمر المصري الذي كان يعيش في ايطاليا ولم يهاجم النظام المصري قط إلا أنه عندما خطفته المخابرات الامريكية وسلمته للنظام سجن وعذب لعدة أشهر حتى أخرجوه ولكنهم قاموا بمصادرة جواز سفره ومنعه من السفر.

 أما إن كانت هناك قضايا للمسلمين وغالبها ملفق فغالبا ما يتم التنكيل المهول بهم  وينتهي الأمر في الغالب يتحويلهم إلى محاكم عسكرية ليحكم عليهم بالاعدام أو المؤبد كما حدث في حالات كثيرة رغم ان أعظم ما يطالب به هؤلاء هو تطبيق الشريعة الاسلامية في مصر .

أما المعارضون من الأقلية المسيحية فتجد العكس تماما ونكتفي بسرد نموذجين الأول مايكل منير وهو عضو الكونجرس الأمريكي والذي كثيرا ما هاجم النظام المصري وطالب امريكا بتخفيض المعونات لمصر بسبب الاضطهاد المزعوم للنصارى .

مايكل هذا عندما يأتي إلى مصر يستقبله في المطار مسئول رسمي ويتم الاحتفاء به ويجتمع بقيادات في وزارة الخارجية والحزب الوطني ويستضاف في التلفزيون المصري والقنوات الفضائية ويتقيأ مزاعمه بالإضطهاد على الملأ ولا يجد في مصر الا الورود والترحيب.

 وكذلك عندما اجتمع السفير المصري يوم السبت 13/ 3 / 2010 بموريس صادق وعصمت زقلمه وأشار موريس صادق أن السفير اجتمع بهم في بيته وكان في منتهى التودد والاحترام معهما رغم أن موريس هذا طالب امريكا مرارا بمهاجمه مصر واحتلالها وطالب الامم المتحدة بحماية النصارى وفرض الحصار عليها أسوة بدارفور بالسودان.

 بل طالب علنا بقتل المسلمين واعلان حرب صليبية على المسلمين وطردهم خارج مصر بل وصلت به البجاحة أن طالب السفير بإن تقوم شركة بلاك ووتر بحماية النصارى والكنائس في مصر. ورغم هذا كله يتودد إليه السفير المصري .

ولعل ما أذيع مؤخرا من أن السيد عمر هريدي عضو لجنة السياسات بالحزب الحاكم ذهب مؤخرا الى أميركا و قابل نصارى المهجر للتنسيق معهم .

وكذلك ما ذكره الناشط النصراني بولس رمزي في الحوار المطول مع جريدة صوت الامة أن الحزب كان ينسق باستمرار مع نصارى المهجر ومع الهالك عدلي ابادير الذي شتم الرسول صلى الله عليه وسلم باقبح الالفاظ حتى أنهم أرسلوا السيد جهاد عودة عضو لجنة السياسات في شهر 11/2005 ليقابل هذا الهالك وينسق معه على ضرب الاخوان مقابل امدادهم بالمزيد من المزايا.

باحث إسلامي يجيز لغير المسلم حكم الدولة ذات الأغلبية المسلمة

 ومن أكبرالادلة كذلك أن القيادات الدينية الرسمية وهي ممثلة في شيخ الأزهر من الأغلبية وهو والنظام أبدا لا يختلفان و لا تجد له صوتا عاليا أو غضبة إلا إذا كان على هوى الحاكم كتنديده بحادث نجع جمادي أما إذا كان المعتدى عليه مسلما والأمر يغضب الحكومة فتكون رأس الحكمة في الصمت.

 وها أنت ترى صمته المريع في موضوع أختنا كامليا فلم نسمع له صوتا وكأن الأمر يخص هندوسي اختطف في الهند وعلى الجانب الأخر تجد قيادة الأقلية وهو الأنبا شنودة وجبروته واستهانته بالدولة وقضاءها .

ووضح ذلك من حيثيات حكم محكمة القيم عندما رفضت طعنه في قرار عزله الذي اتخذه الرئيس السادات والذي جاء فيه قوله " أنا خليها دم للركب إذا لم تنفذ مطالبي " هذا ماجاء في أحد حيثيات الحكم ونص حكم محكمة القيم موجود بالتفصيل على النت..

تجد شنودة ووصفه كما أوضحنا مخلصا جدا في الدفاع عن شعبه حتى لو أدى ذلك إلى الصدام مع الحكومة واخرها عندما حكمت المحكمة بإلزامه بالتصريح بالزواج الثاني فقالها صراحة قانونكم هذا لا يعنيني أنا يلزمني الأنجيل يعني بصريح العبارة "طظ في قانونكم" بل زاد الأمر وقال "ولا تغضبوني حتى لا تروا مني الوجه الأخر" صرح بهذا ولم يخشى شيئا لا الدولة ولا رأس الدولة ولا القضاء .

 ولم يقتصر الأمرعلى رأس النصارى بل تعداه للقساوسة العاديين فأنت تجد اسقف دير مواس مثلا عندما لم يأتمر بأمره محافظ المنيا لبناء كنيسة جديدة مساحتها 4800متر مربع اي ثمانية اضعاف مساحة المطرانية القديمة التي مساحتها 600متر مربع والتي وافق الاسقف كتابة علي هدمها  قبل البدء في بناء الجديدة تراجع عن الاتفاق واراد الاحتفاظ بالمطرانيتين معا وقالها صراحة " لا أنا يا المحافظ " هكذا بدون مواربة.

 فهل يقدر على ذلك شيخ الازهر وهو الذي قال أنه يجد في شنودة حنان المسيح اللهم إن كان يقصد مسيح الكتاب المقدس الذي يقول في انجيل لوقا "ما جئت لألقي علي الارض سلاما بل سيفاً " وفي موضع آخر من انجيل متي (لالقي نارا ).

وفي موضع ثالث يقول الانجيل علي لسان  المسيح عليه السلام (وهؤلاء الذين لم يرضوا ان املك عليهم فاتوا بهم واذبحوهم قدامي ) ورغم ذلك يتحدثون وببراءة الاطفال ان المسيحية " محبة "و"تسامح "رغم هذه النصوص المنسوبة للسيد المسيح عليه السلام نبي الرحمة وتدعو للسيف وتحويل الارض " نارا" وذبح المعارضين لتملك المسيح !!!.

حتي الإعلام الديني وخاصة نجوم الفضائيات كان موقفهم مفاجئا لكثير من الأغلبية المضطهدة فأنت تجد أعلاما منهم عندما قتلت سائحة فرنسية في الازهر قاموا ينددون بهذا العمل الغير شرعي (وهو بالفعل غير شرعي) وينافحون عن حرمة دمائها وهو حق بلاشك في حين عندما سجنت الاخت كاميليا لم نحس منهم من أحد أو نسمع لهم ركزا رغم أنها الأحق بغضبتهم من الفرنسية .

 وقد يدافع عنهم مريدوهم بإتهامنا بأننا لا نقدر المصالح والمفاسد وبأنهم هم الذين يقدرون وأني أتسائل هل تقدير المفاسد والمصالح حكرا عليهم دون الباقي من أعلام السلفيين.

 فقد وجدنا كلاً من المشايخ : رفاعي سرور و ياسر برهامي وعبد المنعم الشحات ومحمد الزغبي وغيرهم ينافحون عن الأخت وينددون بحبسها فهل كل هؤلاء لايقدرون المصالح والمفاسد وأصحاب القنوات الفضائية وأقرانهم هم فقط الذين يستطيعون ؟

وهل إذا خيرنا بين إغلاق قنواتهم وقتل تلك الاخت المجاهدة فماذا بربكم تختارون ؟

 لعمر الله لقد جاء في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً رواه ابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/630.

 وكذلك ما روي في حديث الترمذي "ونظر ابن عمر رضي الله عنه يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك " فهل بلغت قنواتهم تلك قدسية الكعبة التي لا تساوي حرمتها حرمة دم أختنا كاميليا!!

 فقد لف القوم صمت غريب ولم ينصروها ولو بكلمة رغم أنهم هم الذين علمونا قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله والأمر بالطبع لن يصل إلى القتل وأقصى ما فيها الاغلاق.

 ورحم الله الأسد الشيخ عبدالحميد كشك الذي لطالما صدع بكلمة الحق رغم علمه أنه بمجرد نزوله من على المنبر سيلقى القبض عليه فكان دائما مجهزا لشنطه ملابسه رغم أنه كان من خير من يقدرون المفاسد والمصالح وهو الأمر الذي لم يمنعه مرارا من مهاجمة موقف الدولة وتدليلها للنصارى حتى أنه طالما كان يقول" أننا المسلمون ليس لنا بابا يدافع عنا مثل النصارى".

 أماكن العبادة فمساجد الأغلبية تغلق بعد كل صلاة ولطالما انتهكت واقتحمت مرارا ومراقبة حتى أن من يريد أن يعتكف في رمضان لابد أن يبلغوا اسمه لأمن الدولة مسبقا وليس هناك ثمة أنشطة أطلاقاً إلا في أضيق الحدود فلا يوجد رحلات أوغيره وإلا تعرض القائمون على المسجد للتنكيل.

 أما كنائس الأقلية فحدث ولا حرج فمساحة دير واحد من أديرتهم يسع لأغلب مساجد مصر كما أنه لايجرؤ أحد أن يقتحمها أو يفتشها وهي مفتوحة لمدة 24 ساعة وتنظم الرحلات بل وعندهم الكشافة الذين يتدربون على السلاح حتى أنهم اشتركوا مؤخرا في خطف الأخت ياسمين بعد اسلامها وتزوجها من مسلم .

وأخيرا قد يقول قائل من الأقلية أو من حواريهم أن قلة عدد النصارى في الوزراء والمحافظين ورتب الجيش والشرطة أكبر دليل على إضهادهم وهذا كذب لان اهم الوزارات في مصر وهي المالية والبيئة في يد مسيحيين كما ان هناك محافظين مسيحيين لم يسلموا من التحرش بهم وبسلطة الدولة من جانب متطرفي النصاري في تلك المحافظات.

ولايذكر هؤلاء الكذابون أن قائد احد جيوش مصرالرئيسة  في حرب اكتوبر كان مسيحيا إلي جانب ان هؤلاء المتطرفون الذين  يمثلون تيارا يسيء إلي غالبية المسيحيين المصرين المعتدلين شركاءنا في الوطن ينسون ان مسيحيي مصر وفق شهادة جمال اسعد عبد الملاك المسيحي المصري الشريف في مقالة له منشورة بجريدة "الاخبار" المصرية يتمتعون باكثر من حقوقهم .

وقد اكد عبد الملاك في مقالته ان" نصاري مصر لايتجاوز عددهم 6% من عدد السكان ورغم ذلك فهم يمتلكون اكثر من ثلث ثروة مصر ويحتكرون 60%من التوكيلات التجارية ومهن تجارة الذهب والبيض والطب والصيدلة ".

بل إن اغني اغنياء مصر ليسوا من المسلمين ولكنها عائلة نجيب ساويرس التي تملك العشرات من المليارات من الدولارات في حين ان غالبية المسلمين تعاني الفقر والبطالة وتدني الدخول .

 ورغم ذلك يشكون من التمييز ضدهم ويخفون كل  هذه الحقائق الدامغة التي تؤكد انهم اسعد اقلية في العالم لانهم بلا اخلاق وبلا ضمير وفي مظاهراتهم داخل الكاتدرائية يطالبون اسرائيل وامريكا بالقدوم لاحتلال مصر وتخليصهم من هذا الاضطهاد المكذوب !!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق