د. حلمي محمد القاعود
لو أن فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين قال ما قاله الأنبا شنودة ، وورد في حيثيات حكم محكمة القيم في جلستها يوم الثالث من يناير 1982م : حخلى الدم للركب ! ماذا كان سيقول الإعلام والمثقفون والسياسيون ؟
كانت أبواب جهنم ستنفتح عليه ، ولا يبقى صغير ولا كبير من الموالين للسلطة والمتملقين للكنيسة وأحباب الصهاينة ، إلا ويشهر سكاكينه وأسلحته البيضاء والحمراء في وجه فضيلته ، وتنهال آلاف الدعوات المطالبة برجمه وصلبه حتى الموت بعد محاكمته أمام محكمة عسكرية عاجلة ، لأنه يدعو إلى الدم والموت !
أما الأنبا شنودة ، فالقوم يرون في كلامه نوعا من المزاح الذي يغفر له ، ويجب مسحه من الآذان بعد سماعه ، بل إن بعض المسئولين ، سيبادرون بتوبيخ من يتوقف أمام كلام الأنبا ،لأن الرجل لا ينطق أبدا بما يسوء ، حتى لو كان التهديد بإهراق الدماء وجعلها أنهارا تصل إلى الركب ؟!!
في السنوات الماضية اقتنص صحفي من إياهم لفظة " طز " من فم المرشد السابق للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف ، وقد وردت في سياق ما ، ولكن الصحفي والجوقة المعادية للإسلام والموالية للاظوغلي والكنيسة والغرب الاستعماري الصليبي ؛ ما عتمت أن وجدت في هذه الكلمة فرصة ذهبية ، حتى انهالت على المرشد والإخوان والمسلمين بكل النعوت القبيحة والمقززة ، وراحت تتهم الرجل ومن معه في وطنيتهم وولائهم ، وانتمائهم ، وجردتهم من مصريتهم ، وبنت على ذلك كثيرا من الأفكار والتصورات التي توجب إقامة الحد على الرجل وجماعته !
أما أن يقول الأنبا شنودة :كما في ورد في حكم محكمة مصرية رفيعة : حخلى الدم للركب . فهذا لا يثير انتباه كتابنا ومثقفينا الذين يصطادون هفوة لعالم إسلامي أو باحث ، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها ..!!
الأنبا شنودة يدين بالولاء لمدارس الأحد ، وهي التي خرجت جماعة الأمة القبطية الإرهابية التي انقضت على الأنبا يوساب واختطفته ، ويقال إنها قتلته في المستشفى القبطي ، لأنه لم يوافق على أفكارها الإرهابية الدموية ، والدخول في معمعة الصراع السياسي مع الأغلبية الإسلامية ، واختطاف الطائفة الأرثوذكسية وإدخالها إلى جيتو الكنيسة ، وقطع علاقاتها مع بقية أبناء الوطن ، انطلاقا من كون المسلمين المصريين غزاة جاءوا من الجزيرة العربية أو البادية ، ولذا يجب وفقا لمفاهيم الجماعة الإرهابية تحرير مصر منهم وإعادتها نصرانية خالصة !
وقد عبر الأنبا شنودة عن فكر هذه الجماعة عمليا في الوثيقة التي نشرها الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه( قذائف الحق ) ، وسبق أن أشرت إليها في مناسبات متعددة ، والنقطة الأبرز فيها العمل على تساوي المسلمين والنصارى في العدد بعد سنوات معينة ، من خلال اتخاذ أساليب معينة وضعها في خطته التي كشف عنها الغزالي .
و لا أظن أن الأنبا تخلى عن خطته قيد شعرة ، فهو يعمل بجد ودأب لتكون مصر أندلسا أخرى يصنعها الجهد المستمر ، والعمل الذي لا يكل .. ولعل حركته في الداخل والخارج من خلال أذرعه العديدة ، حققت نجاحات غير قليلة ، في مقدمتها اختطاف الطائفة الأرثوذكسية ، ووضعها في الجيتو الكنسي بحيث أصبح المواطن النصراني لا يعرف إلا الكنيسة حكومة وقاضيا ورجل بوليس وسجلا مدنيا ومدرسة ومكانا للترفيه وقاعة للحفلات والندوات ، على مدار اليوم والليلة ، ومن ثم فقد تشبع المواطنون النصارى بفكر الكنيسة ، وخيالات جماعة الأمة القبطية الإرهابية ، وتسرب إلى أعماقهم أنهم مضطهدون من الغزاة المسلمين الذين احتلوا مصر ، وفرضوا عليها اللغة والجزية والاحتلال ، وهو ما ينبغي في الفكر الإرهاب ي الطائفي أن يزول تماما .. أضف إلى ذلك ضرورة أن يعمل النصارى على إزاحة الهوية العربية الإسلامية من جبين مصر ، وذلك عن طريق بناء الكنائس على هيئة قلاع ذات صلبان ضخمة تضيء بقوة في بالليل ، وشراء الأراضي وخاصة في الصحارى ، والترويج لفكرة إقصاء الإسلام من خلال طرح ما يسمى ازدراء المسيحية في التعليم والإعلام والثقافة ،والمطالبة عبر الأقلام النصرانية ، والموالين للكنيسة من المسلمين اسما ، بحذف القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والتاريخ الإسلامي من المناهج التعليمية والإذاعات والقنوات الفضائية والأرضية والكتب التي تطرح على الناس .. يرافق ذلك ويلاحقه حركة فعالة من الناشطين النصارى ( من المحامين وغيرهم ) الذين يقيمون جمعيات باسم حقوق الإنسان يصدرون البيانات المتتالية عن اضطهاد النصارى والتمييز ضدهم ، ويقومون برفح الدعاوى ضد الكتاب والمفكرين الإسلاميين وأساتذة الجامعات الذين يتناولون المسيحية تناولا علميا ؛ لإرهابهم وإخافتهم بتهمة ازدراء الأديان وإثارة الفتنة الطائفية ، والإساءة إلى شركاء الوطن وامتد نفوذ هؤلاء إلى الأزهر ، المؤسسة العلمية الإسلامية التي يفترض أن تكون بمنأى عن الاستهداف الطائفي الذي يمارسه المتمردون الطائفيون بحكم العلاقة الحميمة بين الشيخ والأنبا .. ولكن الأزهر لم يسلم من الإرهاب الطائفي ولعل في إرغام مجمع البحوث الإسلامية على سحب كتاب محمد عمارة ( تقرير علمي ) ، الذي يرد فيه على كتاب غير علمي يسب الإسلام ويطعن في نبيه صلى الله عليه وسلم ، أبرز الأمثلة على الإرهاب الذي لم يتوقف عند التشهير والدعاية ، فهناك إرهاب دموي آخر يمارسه بعض عوام النصارى بسبب الشحن الطائفي في الكنيسة وصل إلى حد القتل ، ومن أمثلته ما قام به المدعو رامي عاطف خلة وعمه رأفت خلة من إطلاق الرصاص ضد شقيقة الأول التي أسلمت وزوجها وطفليهما بمنطقة الأميرية في القاهرة في الصيف الماضي (2009م) وكان الأهالي قد فوجئوا بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة وإطلاق الرصاص بغزارة من سلاح آلي مما خلف قتيلا هو الزوج ومعاقا هو طفلته ومصابا هو الزوجة .!
إلى جانب ذلك فأثرياء الطائفة انطلاقا من التعصب الذميم الذي زرعته الكنيسة قاموا بدور مهم في تمويل المخططات الكنسية (الأندلسية ) ببناء الكنائس الضخمة ، وإنشاء القنوات التلفزيونية التي تتبني اللهجة العامية بوصفها أقرب إلى لغة المصريين القدماء وليس اللغة العربية التي يفترض إزاحتها تماما لأنها لغة الغزاة البدو، واستقطاب أكبر عدد من الصحفيين والكتاب والإعلاميين الباحثين عن الرزق أو المعادين للإسلام مع أنهم يحملون أسماء إسلامية ، أو يرون الإسلام مجرد صلوات بين أربعة جدران ومأذون عند الزواج وإمام يصلى الجنازة !
في الخارج كان المخطط أكثر توحشا . قنوات فضائية طائفية تسب الإسلام والمسلمين ، وتطعن في النبي – صلى الله عليه وسلم – على مدار الساعة ، وحين سئل الأنبا عن إحداها التي بلغت درجة في الفحش غير مسبوقة قال : إنها حرية فكر ! ونسي أن ضيفا تلفزيونيا قال على إحدى القنوات إنني لست المسيح ، فلم يسلم من الزمرة الإرهابية المتوحشة التي تحركها الكنيسة ، حيث أثارت ضده كل الضغوط القضائية والإعلامية والسياسية ، حتى ركع الشخص المذكور على ركبتيه أمام الكنيسة ورجالها !
أما خونة المهجر الذين يتظاهرون ضد الدولة والسلطة فحدث ولا حرج ! كلما زار الرئيس عاصمة أوربية ، وجدهم في انتظاره ، يرفعون شعارات الاضطهاد والاتهام بالوحشية للنظام وأفراده ، أضف إلى ذلك مواقعهم الإلكترونية ، التي لا تقل بذاءة وخبثا وكذبا وخسة عن القنوات الفضائية الطائفية ، واقرأ ما شئت من موضوعات آثمة خائنة ، وتحريض على قتل رئيس الدولة ومسئوليها ، وشتائم لا تليق بمن ينتمون إلى المسيح حقا الذي يدعو كما يقول إنجيلهم إلى المحبة ومباركة اللاعنين وحب الأعداء .. ثم تأمل الرسائل البريدية على الشبكة الضوئية وبعضها لا يمت بصلة إلى من لديه أدني إيمان بالمسيح عليه السلام وتعاليمه .. والمفارقة أن الأنبا يصف هؤلاء الخونة بأنهم أبناء طيبون صالحون ، ويرى أن من يطالبون باستعداء الدول الكبرى ، ودعوة الكيان الصهيوني للتدخل في مصر مجر فرد مجنون ؟!!
ويبدو أن الأنبا لا يعرف شيئا عما يجري من تنظيمات وجماعات طائفية مجرمة ترفع لافتات أن النصارى هم أصل مصر – أي أن المسلمين دخلاء ! – وكأنني بلوني الأسمر ، وسحنتي الإفريقية لا أنتمي إلى مصر ، مع أن سحنة كثير من النصارى أقرب إلى اليونان وروما ومالطة والشام .. من منا مصري أي قبطي ؟
كنت أتمنى من الأنبا لو كان لديه بعض من الدبلوماسية أن يستفيد من فرصة حديثه إلى صحيفة نداء الوطن الطائفية (10/4/2010م ) ، ليطلب من خونة المهجر أن يكفوا ، وأن يحترم هو الشريعة الإسلامية عندما تكلم عن الميراث ، فنصيب المرأة في التركة قد يصل أضعاف الرجل في بعض الحالات ، والمرأة في كل الأحوال ملزمة من الرجل ، وإن لم يوجد لها قريب فبيت المال – أي وزارة بطرس الحفيد في مصر – مسئولة عنها ، هكذا علمنا الإسلام ، علما أن الأنبا درس الشريعة الإسلامية جيدا ويعرف تفاصيلها ودقائقها فلماذا إهانة الشريعة ، ورفض تطبيقها على النصارى الذين يريدون ذلك ، والقول إنها تميز بين الرجل والمرأة ؟
إن طبيعة الفكر الدموي الإرهابي الذي تتبناه الكنيسة ، لن يحقق لها شيئا ، حتى لو التزمت الحكومة الرخوة الصمت وعدم المبالاة ، لأسباب تخصها ، ولكن النتائج قد تكون في غير صالح الكنيسة المتمردة في كل الأحوال !
هامش :
- تكريم الأديب الكبير جابر قميحة في نقابة الصحفيين بمعرفة مركز الإعلام العربي ، وحضور نخبة تمثل ضمير الأمة الحي وصوتها النقي النظيف ؛ أكبر من جوائز الدولة الكبرى التي يمنحها مثقفو الحظيرة ، وكتاب البلاط !
- نواب القتل والضرب في المليان بالرصاص الحي ؛ نوع جديد من أنواع النواب الذين تختارهم السلطة الفاشلة وتصنعهم على عينها ، يضاف إلى الأنواع الأخرى : الكيف والتأشيرات والعلاج وسميحة والسي دي والنقوط وسب الدين والسرقات العلمية والقمار والمحمول . نسأل الله أن يذوقوا القتل على يديها - أي السلطة !
- كيف يدعو النظام إلى ما يسمى المواطنة ، وبعض صحفه الرسمية والملحقة بها من صحف الأحزاب الحكومية تخصص صفحة أسبوعية للطائفة تكرس فيها الفرز الطائفي والاستعلاء الطائفي ؟
- كان منتفخا حتى كادت النرجسية تمزقه ، وهو يتحدث باشمئناط ومن طرف لسانه عن الحسبة ، وفضله الذي لم يسبق أحد إليه عن خدمة التراث الإسلامي ، ونسي أن الناس تعلم أن ورشته هي التي تحقق وتكتب ، وأن تجنيده لخدمة المؤسسة إياها هو الذي جعله يتقاضى عشرات الألوف شهريا ، ويملك شبكة علاقات عامة . رحم الله آل شاكر وهارون الذين عملوا بجهدهم وإخلاصهم في صمت وماتوا في صمت !
المصريون
لو أن فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين قال ما قاله الأنبا شنودة ، وورد في حيثيات حكم محكمة القيم في جلستها يوم الثالث من يناير 1982م : حخلى الدم للركب ! ماذا كان سيقول الإعلام والمثقفون والسياسيون ؟
كانت أبواب جهنم ستنفتح عليه ، ولا يبقى صغير ولا كبير من الموالين للسلطة والمتملقين للكنيسة وأحباب الصهاينة ، إلا ويشهر سكاكينه وأسلحته البيضاء والحمراء في وجه فضيلته ، وتنهال آلاف الدعوات المطالبة برجمه وصلبه حتى الموت بعد محاكمته أمام محكمة عسكرية عاجلة ، لأنه يدعو إلى الدم والموت !
أما الأنبا شنودة ، فالقوم يرون في كلامه نوعا من المزاح الذي يغفر له ، ويجب مسحه من الآذان بعد سماعه ، بل إن بعض المسئولين ، سيبادرون بتوبيخ من يتوقف أمام كلام الأنبا ،لأن الرجل لا ينطق أبدا بما يسوء ، حتى لو كان التهديد بإهراق الدماء وجعلها أنهارا تصل إلى الركب ؟!!
في السنوات الماضية اقتنص صحفي من إياهم لفظة " طز " من فم المرشد السابق للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف ، وقد وردت في سياق ما ، ولكن الصحفي والجوقة المعادية للإسلام والموالية للاظوغلي والكنيسة والغرب الاستعماري الصليبي ؛ ما عتمت أن وجدت في هذه الكلمة فرصة ذهبية ، حتى انهالت على المرشد والإخوان والمسلمين بكل النعوت القبيحة والمقززة ، وراحت تتهم الرجل ومن معه في وطنيتهم وولائهم ، وانتمائهم ، وجردتهم من مصريتهم ، وبنت على ذلك كثيرا من الأفكار والتصورات التي توجب إقامة الحد على الرجل وجماعته !
أما أن يقول الأنبا شنودة :كما في ورد في حكم محكمة مصرية رفيعة : حخلى الدم للركب . فهذا لا يثير انتباه كتابنا ومثقفينا الذين يصطادون هفوة لعالم إسلامي أو باحث ، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها ..!!
الأنبا شنودة يدين بالولاء لمدارس الأحد ، وهي التي خرجت جماعة الأمة القبطية الإرهابية التي انقضت على الأنبا يوساب واختطفته ، ويقال إنها قتلته في المستشفى القبطي ، لأنه لم يوافق على أفكارها الإرهابية الدموية ، والدخول في معمعة الصراع السياسي مع الأغلبية الإسلامية ، واختطاف الطائفة الأرثوذكسية وإدخالها إلى جيتو الكنيسة ، وقطع علاقاتها مع بقية أبناء الوطن ، انطلاقا من كون المسلمين المصريين غزاة جاءوا من الجزيرة العربية أو البادية ، ولذا يجب وفقا لمفاهيم الجماعة الإرهابية تحرير مصر منهم وإعادتها نصرانية خالصة !
وقد عبر الأنبا شنودة عن فكر هذه الجماعة عمليا في الوثيقة التي نشرها الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه( قذائف الحق ) ، وسبق أن أشرت إليها في مناسبات متعددة ، والنقطة الأبرز فيها العمل على تساوي المسلمين والنصارى في العدد بعد سنوات معينة ، من خلال اتخاذ أساليب معينة وضعها في خطته التي كشف عنها الغزالي .
و لا أظن أن الأنبا تخلى عن خطته قيد شعرة ، فهو يعمل بجد ودأب لتكون مصر أندلسا أخرى يصنعها الجهد المستمر ، والعمل الذي لا يكل .. ولعل حركته في الداخل والخارج من خلال أذرعه العديدة ، حققت نجاحات غير قليلة ، في مقدمتها اختطاف الطائفة الأرثوذكسية ، ووضعها في الجيتو الكنسي بحيث أصبح المواطن النصراني لا يعرف إلا الكنيسة حكومة وقاضيا ورجل بوليس وسجلا مدنيا ومدرسة ومكانا للترفيه وقاعة للحفلات والندوات ، على مدار اليوم والليلة ، ومن ثم فقد تشبع المواطنون النصارى بفكر الكنيسة ، وخيالات جماعة الأمة القبطية الإرهابية ، وتسرب إلى أعماقهم أنهم مضطهدون من الغزاة المسلمين الذين احتلوا مصر ، وفرضوا عليها اللغة والجزية والاحتلال ، وهو ما ينبغي في الفكر الإرهاب ي الطائفي أن يزول تماما .. أضف إلى ذلك ضرورة أن يعمل النصارى على إزاحة الهوية العربية الإسلامية من جبين مصر ، وذلك عن طريق بناء الكنائس على هيئة قلاع ذات صلبان ضخمة تضيء بقوة في بالليل ، وشراء الأراضي وخاصة في الصحارى ، والترويج لفكرة إقصاء الإسلام من خلال طرح ما يسمى ازدراء المسيحية في التعليم والإعلام والثقافة ،والمطالبة عبر الأقلام النصرانية ، والموالين للكنيسة من المسلمين اسما ، بحذف القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والتاريخ الإسلامي من المناهج التعليمية والإذاعات والقنوات الفضائية والأرضية والكتب التي تطرح على الناس .. يرافق ذلك ويلاحقه حركة فعالة من الناشطين النصارى ( من المحامين وغيرهم ) الذين يقيمون جمعيات باسم حقوق الإنسان يصدرون البيانات المتتالية عن اضطهاد النصارى والتمييز ضدهم ، ويقومون برفح الدعاوى ضد الكتاب والمفكرين الإسلاميين وأساتذة الجامعات الذين يتناولون المسيحية تناولا علميا ؛ لإرهابهم وإخافتهم بتهمة ازدراء الأديان وإثارة الفتنة الطائفية ، والإساءة إلى شركاء الوطن وامتد نفوذ هؤلاء إلى الأزهر ، المؤسسة العلمية الإسلامية التي يفترض أن تكون بمنأى عن الاستهداف الطائفي الذي يمارسه المتمردون الطائفيون بحكم العلاقة الحميمة بين الشيخ والأنبا .. ولكن الأزهر لم يسلم من الإرهاب الطائفي ولعل في إرغام مجمع البحوث الإسلامية على سحب كتاب محمد عمارة ( تقرير علمي ) ، الذي يرد فيه على كتاب غير علمي يسب الإسلام ويطعن في نبيه صلى الله عليه وسلم ، أبرز الأمثلة على الإرهاب الذي لم يتوقف عند التشهير والدعاية ، فهناك إرهاب دموي آخر يمارسه بعض عوام النصارى بسبب الشحن الطائفي في الكنيسة وصل إلى حد القتل ، ومن أمثلته ما قام به المدعو رامي عاطف خلة وعمه رأفت خلة من إطلاق الرصاص ضد شقيقة الأول التي أسلمت وزوجها وطفليهما بمنطقة الأميرية في القاهرة في الصيف الماضي (2009م) وكان الأهالي قد فوجئوا بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة وإطلاق الرصاص بغزارة من سلاح آلي مما خلف قتيلا هو الزوج ومعاقا هو طفلته ومصابا هو الزوجة .!
إلى جانب ذلك فأثرياء الطائفة انطلاقا من التعصب الذميم الذي زرعته الكنيسة قاموا بدور مهم في تمويل المخططات الكنسية (الأندلسية ) ببناء الكنائس الضخمة ، وإنشاء القنوات التلفزيونية التي تتبني اللهجة العامية بوصفها أقرب إلى لغة المصريين القدماء وليس اللغة العربية التي يفترض إزاحتها تماما لأنها لغة الغزاة البدو، واستقطاب أكبر عدد من الصحفيين والكتاب والإعلاميين الباحثين عن الرزق أو المعادين للإسلام مع أنهم يحملون أسماء إسلامية ، أو يرون الإسلام مجرد صلوات بين أربعة جدران ومأذون عند الزواج وإمام يصلى الجنازة !
في الخارج كان المخطط أكثر توحشا . قنوات فضائية طائفية تسب الإسلام والمسلمين ، وتطعن في النبي – صلى الله عليه وسلم – على مدار الساعة ، وحين سئل الأنبا عن إحداها التي بلغت درجة في الفحش غير مسبوقة قال : إنها حرية فكر ! ونسي أن ضيفا تلفزيونيا قال على إحدى القنوات إنني لست المسيح ، فلم يسلم من الزمرة الإرهابية المتوحشة التي تحركها الكنيسة ، حيث أثارت ضده كل الضغوط القضائية والإعلامية والسياسية ، حتى ركع الشخص المذكور على ركبتيه أمام الكنيسة ورجالها !
أما خونة المهجر الذين يتظاهرون ضد الدولة والسلطة فحدث ولا حرج ! كلما زار الرئيس عاصمة أوربية ، وجدهم في انتظاره ، يرفعون شعارات الاضطهاد والاتهام بالوحشية للنظام وأفراده ، أضف إلى ذلك مواقعهم الإلكترونية ، التي لا تقل بذاءة وخبثا وكذبا وخسة عن القنوات الفضائية الطائفية ، واقرأ ما شئت من موضوعات آثمة خائنة ، وتحريض على قتل رئيس الدولة ومسئوليها ، وشتائم لا تليق بمن ينتمون إلى المسيح حقا الذي يدعو كما يقول إنجيلهم إلى المحبة ومباركة اللاعنين وحب الأعداء .. ثم تأمل الرسائل البريدية على الشبكة الضوئية وبعضها لا يمت بصلة إلى من لديه أدني إيمان بالمسيح عليه السلام وتعاليمه .. والمفارقة أن الأنبا يصف هؤلاء الخونة بأنهم أبناء طيبون صالحون ، ويرى أن من يطالبون باستعداء الدول الكبرى ، ودعوة الكيان الصهيوني للتدخل في مصر مجر فرد مجنون ؟!!
ويبدو أن الأنبا لا يعرف شيئا عما يجري من تنظيمات وجماعات طائفية مجرمة ترفع لافتات أن النصارى هم أصل مصر – أي أن المسلمين دخلاء ! – وكأنني بلوني الأسمر ، وسحنتي الإفريقية لا أنتمي إلى مصر ، مع أن سحنة كثير من النصارى أقرب إلى اليونان وروما ومالطة والشام .. من منا مصري أي قبطي ؟
كنت أتمنى من الأنبا لو كان لديه بعض من الدبلوماسية أن يستفيد من فرصة حديثه إلى صحيفة نداء الوطن الطائفية (10/4/2010م ) ، ليطلب من خونة المهجر أن يكفوا ، وأن يحترم هو الشريعة الإسلامية عندما تكلم عن الميراث ، فنصيب المرأة في التركة قد يصل أضعاف الرجل في بعض الحالات ، والمرأة في كل الأحوال ملزمة من الرجل ، وإن لم يوجد لها قريب فبيت المال – أي وزارة بطرس الحفيد في مصر – مسئولة عنها ، هكذا علمنا الإسلام ، علما أن الأنبا درس الشريعة الإسلامية جيدا ويعرف تفاصيلها ودقائقها فلماذا إهانة الشريعة ، ورفض تطبيقها على النصارى الذين يريدون ذلك ، والقول إنها تميز بين الرجل والمرأة ؟
إن طبيعة الفكر الدموي الإرهابي الذي تتبناه الكنيسة ، لن يحقق لها شيئا ، حتى لو التزمت الحكومة الرخوة الصمت وعدم المبالاة ، لأسباب تخصها ، ولكن النتائج قد تكون في غير صالح الكنيسة المتمردة في كل الأحوال !
هامش :
- تكريم الأديب الكبير جابر قميحة في نقابة الصحفيين بمعرفة مركز الإعلام العربي ، وحضور نخبة تمثل ضمير الأمة الحي وصوتها النقي النظيف ؛ أكبر من جوائز الدولة الكبرى التي يمنحها مثقفو الحظيرة ، وكتاب البلاط !
- نواب القتل والضرب في المليان بالرصاص الحي ؛ نوع جديد من أنواع النواب الذين تختارهم السلطة الفاشلة وتصنعهم على عينها ، يضاف إلى الأنواع الأخرى : الكيف والتأشيرات والعلاج وسميحة والسي دي والنقوط وسب الدين والسرقات العلمية والقمار والمحمول . نسأل الله أن يذوقوا القتل على يديها - أي السلطة !
- كيف يدعو النظام إلى ما يسمى المواطنة ، وبعض صحفه الرسمية والملحقة بها من صحف الأحزاب الحكومية تخصص صفحة أسبوعية للطائفة تكرس فيها الفرز الطائفي والاستعلاء الطائفي ؟
- كان منتفخا حتى كادت النرجسية تمزقه ، وهو يتحدث باشمئناط ومن طرف لسانه عن الحسبة ، وفضله الذي لم يسبق أحد إليه عن خدمة التراث الإسلامي ، ونسي أن الناس تعلم أن ورشته هي التي تحقق وتكتب ، وأن تجنيده لخدمة المؤسسة إياها هو الذي جعله يتقاضى عشرات الألوف شهريا ، ويملك شبكة علاقات عامة . رحم الله آل شاكر وهارون الذين عملوا بجهدهم وإخلاصهم في صمت وماتوا في صمت !
المصريون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق