الثلاثاء 16 فبراير 2010
القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من حسام أبو طالب: ندد رجال دين وائمة ونواب في البرلمان المصري بحملة دعائية كبرى بدأت الكنيسة الأرثوذكسية أمس بإطلاقها من أجل الضغط على النظام المصري لمنع تدريس الآيات القرآنية وحذفها من المناهج الدراسية سواء في الكتب التي تدرس للطلاب المسلمين أو المسيحيين. وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' قال محامي الجماعة الإسلامية منتصر الزيات إن مثل هذا القرار يحمل تطاولاً على المسلمين وعلى دينهم الحنيف، داعياً البابا شنودة لأن يراعي مشاعر الأغلبية المسلمة من المصريين. قائلاً إن مثل تلك الدعاوى تزيد من إشعال النار في الهشيم وتدفع بالمعتدلين لأن ينزعوا من رقابهم ما يكنونه من إحترام وبر للأقباط.
وهاجم النائب بالبرلمان محمد شردي عن حزب الوفد الحملة مشدداً لـ'القدس العربي' بأنها ستؤجج من مشاعر العداء وستمنح للمتطرفين مصداقيه لدى الرأي العام المسلم والذي يرفض جملة وتفصيلاً المساس بالقرآن أو بالمناهج الإسلامية في المدارس والجامعات. أضاف شردي ليس للكنيسة أن تطلب هذا المطلب الذي يحمل بين طياته إهانة للأغلبية المسلمة.
من جانبه نفى عضو البرلمان السابق المفكر القبطي جمال أسعد عبد الملاك أن يكون البابا شنودة قد أعطى أوامره بإطلاق الحملة مشدداً على أن من يتبنى الحملة ويدعوا إليها هو قس متطرف يتولى شؤون كنيسة عزبة النخل ويصدر صحيفة 'الكتيبة الطيبية' التي تشن هجوماً واسعاً على الإسلام والمسلمين.
وأعرب أسعد عن مخاوفه من إنتشار الفتنة بين الفريقين بسبب تلك الدعاوى الرامية لحذف الآيات القرآنية من المناهج الدراسية داعياً المسيحيين لمراعاة مشاعر المسلمين.
وقال جمال عبد الملاك هناك مطالب للمسيحيين ينبغي النظر إليها من بينها منع التمييز ضدهم في المدارس وعدم إخراج الطلبة الأقباط من الفصول أثناء تدريس مادة الدين.
أضاف ارى ان مثل تلك التوصيات التي يطالب بها القساوسة المتشددون لا يمكن ان تكون توصيات عقلانية ولن تأتي بنتائج مطلوبه ولن تحل المشاكل فكيف نقول بمنع تدريس مادة الدين من المدارس والشعب المصري متدين منذ قديم الأزل.
ودعا جمال القيادة السياسية لأن تكون مادة الدين غير قاصرة على الإسلام بل تحدد نصوصاً دينية إسلامية ومسيحية تدعو للحب والتسامح وقبول الآخر ولايكون المنهج للقرآن فقط وإنما لابد هناك من مناهج تجمع العلائق المشتركة بين الديانتين.
وكانت معلومات متسربة من مقر البابا شنودة بالكاتدرائية المرقسية قد اشارت لغضب البابا شنودة فور علمه برفض نواب من حزب الأغلبية والمعارضة القبول بطلب يقضي بحذف الآيات القرآنية التي تتعرض للمسيحيين من المناهج الدراسية.
وأشارت تلك المعلومات إلى ان البابا أعطى أوامره بإطلاق حملة توقيعات 'مليونية' في كل كنائس مصر ـ بشكل غير علني ـ يطالب فيها باسم الأقباط - كمفوض عنهم - بإلغاء النصوص القرآنية من المدارس، بعد أن سبق وطالب الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الأسبق بإخراج الطلاب المسيحيين من حصص التربية الدينية، خوفا من تأثرهم بالدين الإسلامي في الصغر وحتى لا يؤدي ذلك إلى تحولهم للإسلام فيما بعد.
وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' قال الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة إن من حق الأقباط ان يطالبوا بما يرونه مناسباً للدفاع عن عقيدتهم ويحولوا بينها وبين من يسعى للتشكيك فيها.
| ||
|
وأشارت مصادر إلى أن البابا قرر البدء في جمع التوقيعات على أن تجمعها كنائس كل محافظة على حدة، تمهيدا لرفع شكوى بتلك المطالب إلى رئاسة الجمهورية من أجل إلغاء النصوص القرآنية من المناهج الدراسة، أو استغلالها كورقة ضغط.
وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' أشار الكاتب طلعت جاد الله إلى أن البابا يحرص على حسن العلاقة مع مسلمي مصر لكنه واقع تحت ضغوط من شعبه الذي يطالبه بأن يهب للدفاع عن العقيدة المسيحية وصد أي تشكيكك تتعرض له.
وشكك جاد الله في إمكانية أن يكون البابا قد أعطى الضوء الأخضر لتلك الحملة، مشدداً على أنه شديد الحرص على استمرار العلاقة الطيبة مع المسلمين.
غير أن أنباء شبه مؤكدة تشير إلى أن سكرتارية البابا شنودة تشرف في الوقت الراهن على حملة جمع التوقيعات، حيث ينشط مساعدوه في دعوة الكهنة والقساوسة والرهبان والراهبات والقمامصة إلى ضرورة تشجيع الأقباط على المشاركة في حملة جمع التوقيعات بكل الكنائس إذعانا لأوامر البابا شنودة.
ويرى مراقبون أن قبول البابا بالحملة يعد استجابة لتوصيات مؤتمر الهيئة القبطية الهولندية ومنظمات أقباط المهجر التي طالبت بإبعاد النصوص الإسلامية من القرآن والسنة والشعر والتاريخ من مناهج التعليم المصرية، خاصة مناهج اللغة العربية والدراسات الاجتماعية، وكراسات الخط العربي'.
وأشار أحد قيادات البطريركية إلى أن أن مستشاري البابا أجروا مؤخراً اتصالات مع عدد من نواب الحزب الحاكم لحثهم على تبني تلك المطالب المثيرة للجدل إلا أنها واجهت استياءً إزاء مطالبها، حتى أن شخصية بارزة في قمة النظام قال للبابا خلال اتصال هاتفي معه قائلا: 'هذا الذي تطالبون به يعد تطاولاً لايقبل به أصغر مواطن في مصر' وتابع 'هذه المرة الأولى التي نرى فيها أقلية في أي دولة تطلب إلغاء نصوص الديانة الرسمية للأغلبية من المناهج'.
وانتقد نواب في حزب الأغلبية المساعي التي تقوم بها الكنيسة في هذا الشأن معتبرين إياها بأنها ضد المصلحة العامة للمصريين على مختلف دياناتهم.
وأعربت تقارير لمؤسسات سيادية عن إنزعاج الرأي العام من سطوة نفوذ الكنيسة وتدخلهم في شأن داخلي لمسلمي مصر. ودعت تلك التقارير لحث البابا وكبار رجال الدين المسيحي لوقف تلك الحملة للحيلولة بين إندلاع مواجهات بين المصريين والمسلمين في طول البلاد وعرضها.
جدير بالذكر أن كنيسة عزبة النخل قد أقامت أمس بمناسبة مرور أربعين يوما على حادثة نجع حمادي قداساً على أرواح الضحايا وندد قس الكنيسة والحاضرون بالحادث مطالبين البابا شنودة بالبدء في حملة لتأليب الرأي العام الدولي ضد النظام المصري وتدشين حملة منع تدريس الدين الإسلامي في المدارس.
المرصد الاسلامى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق