د . حلمي محمد القاعود
أعدُّ هذا المقال بلاغا للسيد النائب العام في جمهورية مصر العربية ضد المدعو عزت أندراوس ، الذي يسعي عن طريق الكتابة ووسائل النشر المعروفة إلى هدم الإسلام ، وازدرائه ، واحتقاره ، والإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم والمسلمين ؛ بوصفهم من وجهة نظره ، غزاة محتلين ، احتلوا مصر على مدى تاريخها الإسلامي حتى اليوم ، وذلك من خلال ما يسميه موسوعة تاريخ الأقباط على الشبكة الضوئية ( النت ) ، وقد لفتتني إليها كاتبة كبيرة ، فوجدت فيها حجم التعصب والكذب والرغبة الإجرامية في تمزيق الوطن وإشعال النار في أرجائه ؛ كبيرا لدرجة غير مسبوقة ، ولا يمكن أن يقوم بمثل هذا العمل إلا عدو شيطاني لا يعرف مفهوم الإنسانية ، ولا الأخلاق ، ولا التعامل البشري في وطن يكثر فيه الحديث عن المواطنة والدولة المدنية والاستنارة وهلم جرا !
لقد علمت يا سيادة النائب العام أنك حولت الدكتور يوسف زيدان إلى التحقيق بتهمة ازدراء الأديان ، عقب بلاغ رفعه اثنان من المحامين النصارى الذين يقودون التمرد الطائفي في مصر ، يتهمان فيه الرجل بتلك التهمة البغيضة التي يمارسانها ، ويجب أن يحاكما بسببها ، وإني إذ أقدم لك هذا البلاغ العلني ، أرجو أن تكون هناك مساواة بين المسلمين وغيرهم ، لمحاكمة المدعو عزت أندراوس ، وأترك لضميرك الإنساني وليس الديني ؛ أن تقرأ الصفحة الرئيسية لما يسمى موقع تاريخ أقباط مصر ، ويكفي أن أشير إلى ماكنبه هذا الشخص فيها عن المسلمين الذين تعاقبوا على حكم مصر منذ الفتح الإسلامي حتى اليوم ووصفهم بالمستعمرين المحتلين ، يقول :
[ استعمار إسلامي إستيطانى دائم وهم على التوالي :-
(1) احتلال العرب المسلمين (عمرو بن العاص)
(2) احتلال الأمويين المسلمين
(3) احتلال العباسيين المسلمين
(4) احتلال الفاطميين الشيعة المسلمين
(5) احتلال الأسرة الأيوبية المسلمين السنة
(6) استيلاء المماليك العبيد البيض على الحكم فى مصر
(7) احتلال العثمانيين المسلمين
هذا وفى أثناء احتلال المسلمين مصر احتلالا استيطانيا احتلت فرنسا مصر لمدة 3 سنوات ، وإنجلترا حوالي 70 سنة في القرن العشرين ، كما نذكر أنه في بعض الأحيان كان هناك أكثر من مستعمر أو محتل فقد كان أثناء احتلال العثماني مصر كان هناك المماليك ، ولوحظ أيضاً أن المسيحيين البيزنطيين عندما استعمروا مصر كان لهم أتباع من المصريين وهم خليط من أبناء البيزنطيين والأقباط وكانوا خونة لمصر يميلون لدين المستعمر البيزنطي فأطلق عليهم الأقباط الوطنيين الأصلين اسم " الملكيين" أي التابعين للإمبراطور المحتل لمصر ، وعندما احتل العرب القرشيين المسلمين فانضم إليهم الفقراء الذين لم يقدروا على دفع الجزية أو الذين قتل العرب رجالهم وأخذوا نسائهم فيئه وسرارى وأطلق علي الهجين بين العرب المسلمين والأقباط اسم "الموالى" ولن تجد فرقاً عزيزي القارئ بين الملكيين والموالى بالنسبة لانتمائهم لمصر ، فالذي يبيع عقيدته وفكره من أجل المال سيبيع مصر حتماً لنفس السبب لأنه باعها أصلاً لمحتل استعمر وطنه وأرض أجداده - ومما يحزن النفس أن استعمار مصر بأجناس الأمم التي استغلت وحشية الإسلام قد انتهى ولكن ظلت فكرة الاستعمار قائمة دائمة على صدر مصر من خلال الدين الإسلامي وتطبيق شريعة الاحتلال الإسلامي التي يطلق عليها اسم الشريعة الإسلامية !! ] .
لقد حفظت الموقع على أحد الأجهزة ، حتى إذا بدا للشخص المذكور الذي يهدم الإسلام ويسيء للمسلمين بصورة غير مقبولة تحت أية ذريعة ، أن يزيله من على الشبكة الضوئية ، فإني أقدمه لك لترى الفارق بين تهمة غير صحيحة يوجهها اثنان من قادة التمرد الطائفي يعملان لتفتيت نصر على أساس طائفي ، ويزعمان أن يوسف زيدان قد ازدرى المسيحية ،وهو الرجل الذي يلتزم بمنهج الإسلام في النظر إلى المسيحية والكتب السماوية التي سبقت نزول القرآن الكريم ، وهي نظرة صريحة قاطعة واضحة ترفض ألوهية المسيح وترى أن الكتب السماوية السابقة على القرآن الكريم قد أصابها التحريف : قال تعالى :
" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "( سورة المائدة - - آية 72).
وقال تعالى :
" اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا اله إلا هو سبحانه عما يشركون" ( سورة التوبة - آية 31) .
وقال تعالى :
" ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون" (سورة المائدة 5 - آية 75).
وقال تعالى :
" فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون" (سورة البقرة - آية 79).
وقال تعالى :
"ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون" (سورة البقرة - سورة 2 - آية 101) .
وهذه الرؤية التي يراها زيدان للمسيح والكتب السماوية ، هي رؤية صحيحة ولا تخالف القانون فضلا عن الدستور الذي يعد الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ، ثم إن المسلمين ومنهم زيدان ؛ يقدرون المسيح الذي لم يُقتل ولم يُصلب بل رفعه الله إليه ، ويؤمنون بالتوراة والإنجيل في أصلهما الصحيح ، الذي حمل البشارة بالنبي الكريم صلى الله عاليه وسلم .
وإذا كان حظي يا سيادة النائب العام أني لا أستطيع التشرف بالحضور في مكتبكم نظرا لظروفي الصحية ، فإني آمل من المحامين الشرفاء في مجلس نقابة المحامين وخارجه ؛أن يتقدم بعضهم ، بل أتمنى أن يتقدم مجلس النقابة كله ليواجه هذا الشخص الذي يهدم الإسلام ولا يزدريه فحسب ، وأيضا ليقدم لكم بلاغا ضد المتمردين المتعصبين الذين أنشأوا ما يسمى بلجنة الألف في النقابة وتضم المحامين النصارى المتعصبين وحدهم في مواجهة لجنة الشريعة بالنقابة . إن العدوان على الإسلام والشريعة يقتضي من أهل القانون أن يدافعوا عن الإسلام ونبيه - صلى الله عليه وسلم - وعن المسلمين والصحابة ، وعن مصر العربية المسلمة ، التي يزعم الشخص المذكور الذي يتوهم أنه يكتب تاريخ الأقباط أن النصارى بدءوا في حرب التحرير منذ سقوط الأندلس ! أي إنهم يعملون على تحرير مصر من المسلمين مذ نجحت تجربة الصليبيين في الأندلس ، وأن قومه يكررون التجربة في مصرنا العربية المسلمة ، وهم يعدونك انطلاقا من هذه الرؤية يا سيادة النائب العام ، مستعمرا غازيا يجب تحرير مصر منك !
إن استمرار المحامين المتعصبين في ملاحقة العلماء والباحثين الإسلاميين يمثل وقاحة طائفية - إن صح التعبير – يجب التصدي لها بكل قوة وحزم ؛ حرصا على سلامة هذا الوطن الذي تثقله الهموم والأحزان نتيجة الوضع المتردي الذي يعيشه على كافة المستويات ، وبدلا من أن يقوم هؤلاء المتمردون المتعصبون بالمشاركة في البحث عن حلول حقيقية لمشكلات هذا الوطن يسكبون الوقود على الحطب ليشتعل الوطن الآمن الذي جعله الله عقلا للإسلام وقبلة للباحثين عن السلام الروحي والنفسي والبدني .
لقد أدان القضاء العادل في حكم محكمة القيم رئيس الكنيسة الحالي ، زعيم التمرد الذي يقود النصارى الأرثوذكس ، في القضية رقم 23 لسنة 11 قضائية قيم ، جلسة 3 يناير سنة 1982 بتهم خطيرة : تعريض الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي للخطر، و الحض على كراهية النظام القائم ، و إضفاء الصبغة السياسية على منصب البطريرك ، واستغلاله الدين لتحقيق أهداف سياسية ، فضلا عن الإثارة !
ثم ختمت المحكمة حكمها التاريخي بالقول إنه :
يتخذ من الدين ستاراً يخفى أطماعاً سياسية ؛ أقباط مصر براء منها ، وإذ به يجاهر بتلك الأطماع واضعاً بديلاً لها – على حد تعبيره – بحراً من الدماء تغرق فيه البلاد من أقصاها إلى أقصاها ، باذلا قصارى جهده دافعاً عجلة الفتنة بأقصى سرعة وعلى غير هدى إلى أرجاء البلاد ، غير عابئ بوطن يأويه ، ودولة تحميه ، وأمة كانت في يوم من الأيام تزكيه !
المحاميان المتمردان المتعصبان اللذان يهددان العلماء والباحثين المسلمين ؛ يمثلان ذراعا من أذرع رئيس الكنيسة المتمرد ، وهذه الأذرع يجب أن تتوقف عن هدم الإسلام وبث البغضاء بين أبنائه ، وتكدير حياة المسلمين ، وما أظن المواءمات السياسية تقضي بإهمال تقديم المتورطين في التمرد الطائفي الذي كُشفت تفاصيله على مدى السنوات الماضية ؛ إلى القضاء العادل ، حتى لا يحدث لا قدر الله ما لا نوده لوطننا الآمن العظيم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق