السبت، 8 مايو 2010

أقنعها القسيس بالعودة.. فقتلها زوجها فور عودتها ليحصل على لقب أرمل


ممدوح حسن -

العروس الضحية لم تعرف أن ضحكات الحيات تخفى وراءها أنيابها

إيرين.. فتاة جميلة.. صيدلانية.. عثر على جثتها مقتولة داخل غرفة رقم 902 بفندق شهير بالإسكندرية.. ملابسها ممزقة وشعرها متناثر فى أرجاء الغرفة وغارقة فى دمائها.

قتلها زوجها المصرى الذى حصل على الجنسية الأمريكية قبل شهر بعد خطة أعدها مسبقا وسافر إلى أمريكا طليقا مستغلا عدم وجود اتفاقية بين مصر وأمريكا لتسليم المجرمين وترك جثتها يوما كاملا داخل الغرفة وقبل صعوده للطائرة أبلغ إدارة الفندق بجريمته وأطلق ضحكاته قائلا.. أنا أرمل.. أنا أرمل وسلام على القانون المصرى.

كشف الجريمة
دق جرس التلفون.. رفع موظف استقبال الفندق الشهير بالإسكندرية السماعة وكان المتحدث رزق لمعى نجيب كندس، 38 سنة، قال بصوت عال: «أنا قتلت مراتى إيرين فى الغرفة 902 وجثتها موجودة الآن فى الغرفة وأنا الآن مسافر إلى أمريكا، ومعى الجنسية الأمريكية وماحدش هايعرف طريقى أو يعمل معايا حاجة والحمد لله إنا بقيت أرمل ويمكننى الزواج فى أى مكان فى العالم، وسلم لى على القانون المصرى»..

ليسرع موظف الاستقبال ومعه مسئول الأمن إلى الغرفة.. فتح العامل باب الغرفة بحذر ليعثر على جثة النزيلة إيرين نزيه إبراهيم، 27 سنة، وسط بركة من الدماء وملابسها ممزقة والدماء تلطخ أنحاء الغرفة وأرضية الحمام، وجميع متعلقاتها مبعثرة على السرير وحقيبتها الخاصة ملقاة على الأرض وبها بعض أوراق ممزقة.

قررت إدارة الفندق إخلاء جميع الغرف بالدور الذى وقعت به الجريمة خوفا من الفزع الذى قد تتسببة الجريمة للنزلاء، وانتقل اللواء حسام الصيرفى، مدير الإدارة العامة لمباحث الإسكندرية، والعميد ناصر العبد رئيس المباحث، إلى موقع البلاغ، وتبين أن جثة القتيلة مسجاة على الأرض وحول جثتها شعرها الذى تم قصه ونثره فى أنحاء الغرفة وكان بالجثة كدمات وسحجات فى مواقع متفرقة.

وبعد معاينة محمد الفقى، مدير نيابة قسم ثان منتزه الإسكندرية، لمسرح الجريمة، أمر بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، وطلب سرعة تحريات المباحث حول الجريمة وضبط الجانى.

كشفت تحريات رئيس مباحث قسم ثان المنتزه أن القتيلة دخلت الفندق مع زوجها رزق لمعى ــ مهندس كهرباء ويحمل الجنسية الأمريكية ــ منتصف ليلة السبت 17 من أبريل المنقضى، وأن زوجها تركها صباح الأحد فى تمام العاشرة والنصف صباحا، ودفع فاتورة الفندق لنهاية يوم الاثنين، وحصل على جواز سفره الأمريكى من الفندق وطلب من موظف الاستقبال عدم إزعاج زوجته بحجة أنها مريضه وتحتاج إلى الراحة اللازمة، وقال إنه سيشترى بعض الاحتياجات الخاصة بها وينهى بعض الأوراق فى السفارة وغادر الفندق.

تفاصيل ارتكاب الجريمة

كشف التقرير المبدئى للطب الشرعى، أن الجثة بها بعض التجمعات الدموية الصغيرة المتركزة على جفون العين وخلف الأذنين والصدر، والتى تسمى بالنزيف النمشى، وتنتج عن الارتفاع الحاد فى ضغط الدم بالأوردة، الذى يؤدى بدورة إلى التمدد المفرط بجدر الأوردة وانفجارها، ويشاهد هذا النزيف غالبا فى حالات الضغط على العنق سواء باليد أو بالرباط، ما يؤدى إلى انسداد الأوردة الودجيية فيمنع عودة الدم المختزل «غير المؤكسد» من المخ وينتج عنه ارتفاع ضغط الدم الوريدى بالمخ بسرعة واحتقان الأوردة وتضخمها ولهذا انتهى التقرير إلى أن السبب الرئيسى فى الوفاة كسر فى عظمة الرقبة نتيجة لتعرضها لضغط شديد أدى لاختناقها بالاضافة إلى إصابتها بجرح غائر بالرأس طولة 10سنتيمترات من الجهة اليمنى، وكسر بالفقرة الرئيسية للعنق بعد أن ضربها المتهم بغطاء السيفون فوق رأسها بقوة شديدة.

كما كشف التقرير عن وجود كدمات وسحجات بمختلف أنحاء جسد المجنى عليها نتيجة تعرضها للضرب المبرح، وأوضح أن صغر حجم جسدها ووزنها الذى يصل إلى 40 كيلوجراما حال دون مقاومتها للجانى، كما تبين أنها لم تكن حاملا ولا توجد آثار لعملية إجهاض.

تم إعداد فريق بحث بإشراف اللواء محمد إبراهيم للكشف عن غموض الجريمة وعما اذا كان الزوج المتهم بالقتل قد سافر إلى أمريكا فى وقت معاصر لارتكاب الجريمة.

كيف تزوجت إيرين الضحية من المجرم
بدأ ارتباط المتهم بالمجنى عليها حينما طلب من أسرته فى الإسكندرية البحث عن عروس مصرية، فوقع اختيارهم على إيرين نزيه، خريجة كلية الصيدلة عام 2006، والتى التحقت بالعمل فى إحدى الصيدليات بميدان سيدى بشر منذ تخرجها.

وكانت إيرين إنسانة جميلة وهادئة الطباع وتتحلى بسمعة طيبة، وطرق بابها العديد من العرسان ورشحتها صيدلانية صديقة لكى تكون عروسا لرزق، فالتقيا فى منزل أسرتها بمنطقة سيدى بشر، وتم الاتفاق على الزواج بين العائلتين.
أما رزق لمعى نجيب فهو من مواليد 25 مايو عام 1972، ووثق عقد الزواج يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2008 بكنيسة العذراء بالعصافرة بحضور وكيل عنه وهو والده، ووكيل الزوجة.

وفى 13 نوفمبر 2008 تحرر عقد الزواج النهائى وبحضور القس اسحق ابراهيم الموثق المنتدب بجهة سيدى بشر بحرى التابع لاسرة المنتزه، ليتم عقد الزواج، واتخذ العروسان من الشقة الكائنة بـ13 شارع بن سعد المتفرع من شارع الـ45 بميامى عنوانا لهما، وعقب الزفاف الذى حضره الأهل والأقارب، سافر العروسان إلى أمريكا.

وتبين من أوراق استقبال الفندق أن الزوج دخل مع زوجته لقضاء 3 ليالٍ فقط وسلم صورة من بطاقتها الشخصية وجواز سفره الأمريكى، ولاحظ عليه العاملون أنه كان «متوترا للغاية» وفور وصوله طلب العشاء فى غرفته، وبعد ذلك نزل بمفرده، وجلس فى الكافتيريا، وتناول فنجانا من القهوة، قبل أن يصعد لغرفته فى الثانية بعد منتصف الليل وفى الصباح نزل رزق مسرعا مرتديا قميصا وبنطلونا وفى يده بعض الأوراق الخاصة، وكان مرتبكا ويتحدث بخوف شديد وهو يسرع عبر باب الفندق دون أن يشك فى أمره أحد من أفراد الفندق.

خطة الهروب عقب ارتكاب الجريمة
وكشفت سجلات مطار القاهرة أن الزوج غادر إلى أمريكا فى تمام الثانية عشرة ظهرا يوم الاثنين. وكشفت تحقيقات النيابة أن المتهم خطط لارتكاب جريمته، حيث كان على خلاف مع زوجته فى شم النسيم الماضى، مما جعلها تترك الإسكندرية وتذهب إلى خالتها فى بورسعيد لتبتعد عن المشاكل ولكنة واصل الاتصال بها وتدخل القس بيجمى شوقى لحل المشكلة، وتم الاتصال بالزوجة، وعادت بالفعل إلى الإسكندرية، وحضر زوجها والقس إلى منزل الاسرة وتعهد القس بحسن معاملتها بضمانه الشخصى وخرج الجميع إلى احد الفنادق بدلا من الشقة لقضاء بضعة أيام بعيدا عن الناس، وبعد أن أعطى الزوج لأسرة العروس عنوان فندق شهير، توجه بها إلى فندق آخر.

كان تصور ارتكاب الجريمة صعبا للغاية لرجال الأمن وذلك لهروب المتهم من الفندق وسفره إلى أمريكا بعد عدة ساعات من ارتكابه للجريمة وعدم وجود شهود رؤية أو نزلاء فى الغرف المجاورة لمسرح الجريمة، يمكنهم سماع ما دار من صراخ أو ضرب اثناء ارتكاب الجريمة، علاوة على أن أمن الفندق لم يكتشف الجريمة مبكرا.

وكشفت المعاينة التصويرية لمسرح الجريمة التى أجرتها النيابة بإشراف المستشار ياسر رفاعى، المحامى العام لنيابات الإسكندرية، تناثر الدماء وتجمعها فى داخل الحمام، بما يدل على أن الجانى أمسك بزوجته من شعرها وضرب رأسها فى الحائط عدة مرات مستغلا ضعفها الجسمانى، مما أدى لتمزق شعرها فى يده أكثر من مرة، ورجحت النيابة أن تكون المجنى عليها حاولت الهروب إلى الحمام فدخل الجانى خلفها، وانهال على رأسها بغطاء السيفون، إلى أن فقدت الوعى، لينقض عليها بيديه ويخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه.

أسرع رئيس مباحث قسم ثان المنتزه إلى منزل أسرة الزوج وقام باصطحاب أشقاء المتهم إلى النيابة، ورافق والد ووالدة المجنى عليها للتعرف على الجثة، وكادت أن تحدث معركة بين أسرتى الزوجين إلا أن الأمن حال بينهما.
وأصيبت والدة المجنى عليها بحالة هستيرية فور سماعها بمقتل نجلتها وراحت فى غيبوبة شديدة استدعت نقلها إلى المستشفى.

صدمة والدة الضحية
وقالت مريم، 53 سنة، موظفة بالإدارة التعليمية بكفر الدوار ــ والدة المجنى عليها ــ «لا أصدق حتى الآن ما حدث لابنتى، كانت تشكو دائما من زوجها ومعاملته، واعتدائه المتكرر عليها بالضرب خلال فترة إقامته فى القاهرة، فقد زار مصر 3 مرات فقط وفى كل مره تحدث بينهما مشاكل كثيرة، لأنه كان حاد الطباع ويرفض الإنفاق على زوجته ويختلق المشاكل حتى لا يدفع لها مصاريف البيت، وطلب من شقيقه تغيير مفتاح الشقة لمنعها من دخولها نهائيا، وتكرر ذلك أكثر من مرة لتسود الدنيا فى عينيها عندما طلب منها أن يحصل على حقوقه منها بطريقة أقرب للحيوانات، وحين رفضت كان يقيد وثاقها بحبل فى السرير وينهال عليها ضربا.

ونظرا لعدم وجود طلاق بين الارثوذوكس، تصاعدت المشاكل، وتدخل الجميع لإنهاء الخلافات ومن بينهم القس بيجمى شوقى الذى كان موجودا قبل الجريمة بساعات، وتدخل فى الأمر وطلب عودة ايرين لزوجها ووافق والداها على ذلك، وخرجت معه يوم السبت إلى أحد الفنادق وفور وصولهما الفندق اتصلت بها لأطمئن عليها».

توقفت الأم قليلا وانخرطت فى البكاء وأضافت: «كنت أعمل موظفة صغيرة بالتربية والتعليم بكفر الدوار وزوجى موظف بشركة نسيج، وأحيل للمعاش المبكر فتحملت الكثير من اجل تربية أولادى الثلاثة، وانكسر ظهرى على تربيتهم، ولكن ضاع كل شىء، بمقتل ابنتى، وضياع حقها امام رجل يحمل الجنسية الأمريكية، خطط لارتكاب جريمته وقتلها بعد ان حصل على الجنسية فى شهر مارس الماضى، وتأكد من عدم وجود اتفاقية لتسليم المجرمين مع أمريكا».

وتابعت: «طالب النائب العام بالتحقيق فى الجريمة، ومخاطبة الانتربول لسرعة القبض عليه حتى تنطفئ النار المشتعلة فى قلبى فصورتها عالقة فى ذهنى، ولو شاهدت زوجها أمامى لشربت من دمه لأنه مزق كبدى».

وتواصل مريم: «الفقير فى هذه الدنيا يظلم حيا وميتا، فحق ابنتى يتطلب محاميا قويا لاسترداد حقها، وامكانياتى وزوجى لا تمكننا من تحمل المصاريف اللازمة للسير فى القضايا، وأتمنى أن يساعدنى وزير العدل فى ضبط المتهم ومحاكمته فى مصر مثل رجل الأعمال هشام مصطفى، أستحلفكم بالله أنا سيدة فقيرة ولا أملك إلا كرامتى وأريد ان تتعامل الحكومة مع جريمة ابنتى مثل باقى القضايا المماثلة، فقد تحرك النائب العام فى قضية مقتل فتاة عين شمس وتم القبض على المتهم الاماراتى، وتتم الآن محاكمته فى مصر، وتحرك أيضا فى قضية مقتل محمد سليم الذى قتل وتم التمثيل بجثته فى لبنان وهناك تحركات دبلوماسية من أجل متابعة التحقيقات، وجريمة مقتل إيرين لا تقل أهمية عن هذه القضايا، ولابد من التعامل معها بنفس الأسلوب».

الأب ينعى ابنته القتيلة
أما الأب نزيه إبراهيم فيقول: «المتهم أرسل لنا رسالة يؤكد خلالها أنه سعيد جدا بعد حصوله على لقب أرمل وقال إن إيرين قلبت حياته إلى نكد فى نكد، ويدعى كذبا أنها تشاجرت معه وحاولت الاعتداء عليه أولا ثم قام هو بضربها فى حين أنه قال للجميع إنه سوف يسافر بعد 3 أسابيع ولكنه كان أكد حجزه يوم الاثنين وأخفى عن الجميع ذلك، وشقيقه قام بتوصيله إلى المطار، وأعتقد أنه خطط له جريمته وساعده على الهرب».

أما رضا فتحى خليفة محامى القتيلة فقال: «النيابة طلبت من الانتربول الدولى سرعة القبض على المتهم، ولكنها اكتشفت أنه حصل على الجنسية الأمريكية».

وتقدم رضا ببلاغ عاجل إلى النائب العام للتحقيق فى واقعه هرب المتهم، وطالب بسرعة القبض علية للمثول أمام النيابة للإدلاء بأقواله فى الاتهامات الموجهة إليه، وتقدم بطلب آخر للمحامى العام لنيابات الإسكندرية لفتح شقة المجنى عليها والبحث عن أدلة جديدة وتسليم أسرتها متعلقاتها ومصوغاتها، وطلب إعادة سماع أقوال والدى لد المجنى عليها «لأنهما كانا فى حالة انهيار تام أثناء التحقيقات الأولية».

واستمع محمد الفقى، مدير نيابة المنتزه باشراف المستشار عادل عمارة المحامى العام لنيابات شرق إلى أقوال اسحق لمعى شقيق المتهم الذى قرر فى التحقيقات أن شقيقه قال له إن المجنى عليها هى التى تشاجرت مع المتهم وضربته بغطاء السيفون فأمسكه منها وضربها حتى الموت.
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق