الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

هل البذاءة من تعاليم المسيح ؟


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

د. حلمي محمد القاعود


من المؤكد أن المسلم لا يمكن أن يسب المسيح عليه السلام و النصرانية ، ولا يجوز له أن يسيء إلى أهل الكتاب من اليهود والنصارى ؛ لسبب بسيط ، هو أن المسلم لا يكتمل إيمانه إلا بالإيمان بنبوة موسي وعيسى عليهما السلام ، والتوراة والإنجيل بوصفهما كتابين منزلين من عند الله ، ولذا فإن تهمة ازدراء المسيحية أو اليهودية لا يتصف بها المسلم أبدا ، لأنها غير واردة في إيمانه أو سلوكه .

ثم إن المسلم الحق من يتنزه لسانه وكلامه عن السب والشتم والبذاءة ، وقد علمنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، وأنه ليس لعانا ولا طعانا ولا فاحشا ولا بذيئا .

أقول هذا بمناسبة سيل البذاءة الذي يطلقه الخائن الطائفي الذي يقبع في وكره بواشنطن ، ويرسل بياناته البذيئة إلى الكتاب والصحفيين وغيرهم ، يسب فيه الإسلام والمسلمين ، ونبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم – والقرآن ، وكل ما يمت إلى المسلمين بصلة من تاريخ وحاضر ، ودولة وحكومة ، ورؤساء وغير رؤساء ، ومسئولين ومفكرين .

هذا البذيء ليس وحده ، ولكن يشاطره مهمته البذيئة آخرون في المواقع الطائفية ، وعبر البريد الإلكتروني ، يكتبون ويرسلون إلى المسلمين أحط أنواع البذاءة والشتائم ، متصورين أن ذلك يثني أصحاب الضمير عن فضح المخطط الشيطاني للمتمردين الطائفيين العملاء ؛ الذين يعملون من أجل تفتيت الوطن ، وإرباكه بالمطالب الابتزازية ، والمشكلات الطائفية ! ولكن هيهات !

ما كنت أريد أن أتوقف عند هذه الظاهرة أو تناولها بوصفها حالة فردية هنا أو هناك ، ولكنني وجدت أنها حالة عامة تأتي في سياق التخطيط الإجرامي الذي وضعه الاستعماريون الصليبيون ، وخدامهم الصهاينة لتمزيق مصر وتفتيتها ، تمهيدا لتمزيق الوطن العربي والعالم الإسلامي وتفتيتهما .

المجرم الطائفي الخائن البذيء، تلقى ضربة صاعقة من نقابة المحامين المصريين ؛ حين قررت مؤخرا فصله من النقابة بسبب مواقفه الخيانية التي دعا فيها الكيان النازي اليهودي لاحتلال مصر ، وتغزل في السفاح النازي اليهودي ليبرمان ، ولم يكتف بذلك ، بل دعا إلى الاكتتاب لتقديم عدة ملايين من الدولارات للكيان الصهيوني ومساعدته ليكون دولة يهودية ، مثلما يسعي هو ورفاقه الخونة لإنشاء دولة قبطية !
المجرم الطائفي الخائن البذيء يشارك مجموعة من المتعصبين الصليبيين في إيذاء المسلمين والتشهير بالإسلام، وقد تنادى مؤخرا مع المجرم الصليبي الأميركي تيرى جونز الذي أعلن عن حرق القرآن الكريم في ساحة برجي التجارة العالميين في نيويورك ، للهتاف في مظاهرة ضد الإسلام والمسلمين يوم عيد الأضحى المبارك ( 16/11/2010م) ..

لقد تحالف البذيء مع قناة طائفية اسمها الطريق تخضع للكنيسة المصرية ويمولها طائفيون أثرياء ، ولا تكف عن مهاجمة الإسلام والمسلمين ، ومجموعة من العملاء الطائفيين الخونة ، ويسمي هذا التحالف بتحالف العمالقة وخرجوا في مظاهرة بذيئة تصف المسلمين بالفاشية ، والإسلام بالشيطان ، وتقدح في إله المسلمين ونبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم – والشريعة الإسلامية .

ثم يزعم الطائفي الخائن البذيء أن تيرى جونز يحرق القرآن ، والمسلمين يحرقون البشر ؟
ويقول : إن أمثال محمد عطا وأيمن الظواهري وعمر عبد الرحمن وقتلة الأطفال والنساء في كنيسة النجاة ببغداد وأذنابهم من الإخوان المسلمين ؛ يقتلون المسيحيين في أمريكا ولندن واسبانيا ومصر ويخطفون بنات الأقباط ويغتصبونهن ،ويجبرونهن على الإسلام الفاشي ، ويحرقون الكنائس باسم الشيطان ( الله واكبر) ..

ويقول الخائن الطائفي البائس :

إن أمريكا تمنح المستوطنين المسلمين في أرض مصر الخبز مجانا ، ودول حوض النيل تمنحهم مياه النيل والطاقة ، وآن الأوان لتأديب هؤلاء الحثالة كي يجوعوا ويعطشوا ويعرفوا أن هناك إلها قويا اسمه يسوع المسيح !

ويوجه الخائن الطائفي نداءه إلى النصارى ومسيحيي العالم أن يقاطعوا المسلمين في كل مكان ، ويقول لليهود الغزاة : استمروا في تحرير أورشليم المقدسة ، واطردوا منها كل المستوطنين المسلمين ليعودوا إلى شبه الجزيرة العربية . صلوا في معبد سليمان وادخلوا مسجد الأقصى !
هذا حق يهود شعب لإسرائيل في الحرية الدينية . يا أبناء إسرائيل ابنوا لأولادكم مساكن في أورشليم ..

وينتقل الخائن الطائفي لمخاطبة أبناء جنوب السودان الشجعان الذين انتصروا على العرب المسلمين كما يصفهم ؛ ويخاطبهم قائلا:

استمروا في دولتكم الجديدة جنوب السودان المسيحي . نحن نؤيدكم ونعضدكم ومستعدون لبذل الغالي والرخيص من أجل تحرير السودان من الفاشية الإسلامية . وقريبا ستتحرر مصر القبطية الفرعونية من المستوطنين المسلمين أحفاد الغزاة العرب المحتلين لبلدنا مثلما تحررت إسبانيا وإسرائيل وجنوب السودان .

ويسمي الخائن مسجد قرطبة المنتظر بناؤه في نيويورك عند برجي التجارة بمدرسة الشيطان .
ويورد أقوال الصليبي المتعصب تيري جونز الذي يصف فيها الإسلام بالأيديولوجية العنيفة التي تحرض على القتل والكراهية والوحشية ،
ويطالب بوضع المسيحيين في الشرق الأوسط تحت حماية الأمم المتحدة والوصاية الدولية ،
كما يورد أقوال متنصّر خائن تتضمن وصف الإسلام بأنه ليس دينا سماويا ولابد من محاكمة القرآن وفقا لنصوص الدستور الأمريكي ، لأنه – أي القرآن - يحرض على القتل ويؤذي مشاعر الآخرين ..!

ويشيد الخائن الطائفي بشجاعة خائنة طائفية تعمل مذيعة حيث وقفت تشرح حقيقة إله الإسلام الذي يحرض على قتل البشر ، ويدعو إلى رجم الجرل فرند حتى الموت ، وقطع الأيدي والأرجل ، ويعد المرأة شيطانا ونجسة مثل الكلب والحمار ..
ويهتف الخائن مع الخائنة :

الإسلام هو الشيطان ، الإسلام هو الشيطان، الإسلام هو الشيطان !!!

لا أريد أن أذكر أمثلة أخرى ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في بساطة شديدة هو :
هل يعمل هذا الخائن بمعزل عن الكنيسة في مصر ؟
وهل يمكن قبول ادعاء بعضهم أنه شخص مجنون مثلما قالوا عن الذي أحرق المسجد الأقصى ، والذي أعلن حكومة قبطية في المنفى ؟
أم إن ما يقوله هو ما يردده التمرد الطائفي في الكنائس والبيوت ، ويستقطب به عامة الطائفة لتحقيق الحلم الشرير المستحيل ؟
ألم يندفع بيشوى في لحظة اختبار بالتعبير علنا عن بعض هذا التفكير حين نشرت المصري اليوم تصريحاته في 15/9/2010م ؟

إن الكنيسة تهيمن على كل صغيرة وكبيرة في حياة النصارى داخل مصر وخارجها ، وتستمد القوة من متطرفي المهجر ، وتضغط بهم على النظام المصري وابتزازه لتحقيق مطالب غير قانونية ؛
فهل
هي عاجزة عن لجم هذا الخائن ومن معه ( الجمعية القبطية ) ووقف بذاءاتهم ضد الإسلام والمسلمين ؟
إن الكنيسة تحرم من تغضب عليه حتى من صلاة الجنازة عليه ، والأمثلة كثيرة :
نظمي لوقا ، القس إبراهيم عبد السيد ..

ثم هل البذاءة وسب الآخرين واتهامهم بما ليس فيهم من تعاليم المسيح عليه السلام ودعوته إلى المحبة ومباركة اللاعنين ؟
هل الإنجيل يسمح بما تنطق به الأبواق الطائفية من سباب وانحطاط؟

على كل حال فإن المصريين لم يسمعوا أن الكنيسة صاحبة الهيمنة قد اتخذت موقفا ، أي موقف ، من هؤلاء الشتّامين السبّابين ، أو حتى مجرد الرفض والاستنكار .. ألا يدل هذا على الرضا والموافقة والتأييد؟

ثم ما رأي السادة الليبراليين والعلمانيين والتقدميين الذين ينحون باللائمة في التمرد الطائفي الخائن وتحرشاته على المتطرفين المسلمين دائما ، والحكومة المصرية أحيانا ، ويتجاهلون أن المخطط الطائفي الخائن يعلن عن نفسه من خلال أذرعه الخارجية غالبا ، والناطقين باسمه في الداخل في بعض الأحيان؟
هل آن الأوان ليدركوا أن الإشادة باغتصاب فلسطين وطرد المسلمين من الأندلس ، وفصل جنوب السودان تعبير عن هدف يعمل من أجله المتمردون الطائفيون لتقسيم مصر اعتمادا على الدعم الأميركي الذي يتدخل في شئون مصر بلا استثناء ، ويدعم الاستبداد بلا حدود ؟

لقد وصلت الكنيسة إلى حد أن تكون دولة داخل الدولة ، ومع ذلك يتشدق بعض الكتاب و الصحفيين بالكلام السمج الرخيص عن التطرف الإسلامي الذي يمارس التمييز ضد شركاء الوطن ، ويكرههم ، ولا يلقي السلام عليهم ،ويرغمهم على أداء صلاة الجمعة !!

متى يعتدل الميزان ، ونرى أن المسألة أبعد من فتنة طائفية ، وأكبر من احتقان طائفي ، وأنها تمرد طائفي يعمل في سياق استعماري لتقسيم مصر عبر عنه علنا برنارد لويس بعد قيام الكيان الصهيوني عام 1948 ، وهنري كيسنجر بعد حرب رمضان عام 1973 ، والعدو النازي اليهودي بعد غزو لبنان عام 1982 ؟

هامش :أضحكني اختيار حزب السلطة للمتحدثين باسمه في أجهزة الدعاية .إنهم يخصمون منه ، ويشهدون على فكره الغشيم !

المصريون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق